انطلقت مؤخرا اشغال احد اهم المشاريع بولاية سطيف ويتعلق الامر بتحويل المياه من بجاية الى الجهة الشمالية وبتكلفة مالية تتجاوز مليار دولار. المشروع حرس على تدشينه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عرف نوعا من التأخر فبعد أن انتهت الجهات الوصية من عملية فتح المناقصات الدولية، وأوكلت مهمة الإنجاز للشركة الصينية سي دبليو أو لإنجاز المشروع الذي تقدمت له 24 شركة من 31 جنسية أغلبها من كندا، الهند، الصين، إيطاليا، البرتغال، سويسرا، تركيا، فرنسا، بريطانيا وأمريكا. المشروع يقضي بنقل المياه من سد إيغيل أمدا بولاية بجاية نحو شمال سطيف وبالتحديد إلى منطقة الموان أو ما يطلق عليه بتحويل شمال غرب سطيف، وكذا نقل المياه من سد إراغن بولاية جيجل باتجاه مدينة العلمة منطقة حجر الديس أو ما يعرف بتحويل شمال شرق سطيف، مع إنجاز سدين بكل من الموان وحجر الديس بسعة 313 مليون متر مكعب، أي ما يعادل قرابة ثلاثة أضعاف السعة الإجمالية لسد عين زادة الممون لولايتي سطيف وبرج بوعريريج بالمياه الشروب هذا المشروع الضخم ينتظر منه تحويل 313 مليون متر مكعب، وهو ما يعني تزويد أكثر من 7.1 مليون نسمة من سكان الولاية بالمياه الشروب. وسقي ما يصل إلى 36ألف هكتار من الأراضي الفلاحية وكمعلومات عامة فإن تحويل شرق سطيف يتمثل في جلب المياه من سد إراغن بولاية جيجل باتجاه ذراع الديس بطاقة 131 م ،3 على مسافة 60كلم عبر 5 محطات، وسيتم ضمان العملية من طرف الشركة التركية مابا وهو ما سيسمح بتعزيز قدرات التوزيع وربط السكان بالمياه لتسع مناطق عمرانية هي بني عزيز، معاوية، العلمة، جميلة، بيضاء برج، بئر حدادة، بني فودة، تاشودة وعين السبت. والتي تضم في مجملها أزيد من 920ألف ساكن، وكذا سقي ما يقارب 20ألف هكتار من الأراضي الفلاحية أما التحويل الثاني أو ما يعرف بتحويل شمال غرب سطيف فيتمثل هو الآخر في ضخ المياه انطلاقا من سد إيغيل أمدا بولاية بجاية باتجاه منطقة الموان شمالي الولاية على مسافة 24كيلومتر عبر 3 محطات وقد أسندت العملية للشركة الوطنية كوسيداروهو ما يعني ضخ ما يقارب 221 مليون م3 سنويا، الشيء الذي سيسمح بتعزيز تزويد كل من سكان سطيف مركز، عين الكبيرة، عين عباسة، فجال، عين أرنات، عين ولمان، مزلوف. الأوريسيا وقلال أو ما يزيد عن 700ألف ساكن، مع سقي 16ألف هكتار من الأراضي الزراعية، والتي كانت تعتمد في الأساس على مياه الأمطارهذا وقد حددت مدة الإنجاز المقررة لهذا المشروع الهام ب35 شهرا، وخصص لتجسيده غلاف مالي يصل إلى مليار دولار أو ما يعادل 103مليار دينار، وسيسمح هذا الإنجاز بتحسين استفادة المواطن من مياه الشرب. ومضاعفة الإنتاج الفلاحي إلى أكثر من 50 مرات على ما هو عليه الوضع حاليا، إضافة إلى خلق العديد من المؤسسات المتوسطة والصغيرة تخص أنشطة الصناعة والتجارة مع توقع خلق أزيد من 100ألف منصب شغل سواء في القطاع الفلاحي أو القطاعات المرتبطة به تجدر الإشارة إلى أن الشركتين في طور بناء قواعدها لبداية الأشغال في الأيام القليلة القادمة، في انتظار تجسيد مشروع النفق الذي يتجاوز طوله 14كيلومترا بمنطقة تابلوط، والذي يكون قيد إعداد المناقصة الخاصة به، من طرف اللجنة الوطنية للصفقات العمومية؟ أما فيما يخص مسألة ترحيل السكان وتعويضهم عن منازلهم أو أراضيهم، فقد علمنا أن مصالح مديرية الري في إطار تنظيم عملية الترحيل، وقد تم تعيين خبير عقاري لتحديد قيمة السكنات والأراضي المحددة، وضخ الأموال الخاصة بمسألة التعويضات التي تتجاوز الثلاثة ملايير سنتيم، لدى الخزينة العمومية فيما يالتحويل الغربي، وحوالي 87مليارا فيما يخص التحويل الشرقي .