بعد أن انتهت الجهات الوصية من عملية فتح المناقصات الدولية، وأوكلت مهمة الإنجاز للشركة الصينية '' سي دبليو أو '' علمت ''الحوار'' من مصادر عليمة أن مشروع التحويلات الكبرى للمياه بسطيف سيكون خلال الشهر الجاري أو كما كان قد أشير له بأن تكون البداية الحقيقية للإنجاز في الثلاثي الأخير من 2008 كنقطة البداية لانطلاق أشغال المشروع الذي استفادت منه الولاية لدعم التموين بالمياه الصالحة للشرب، والذي خصص له حسب والي سطيف قرابة المليار دولار لسد العجز الذي تعاني منه مختلف بلديات الولاية. وكان رئيس الجمهورية قد وضع حجر الأساس شهر جوان من العام المنصرم، وصرح بأن المشروع يكتسي أهمية بالغة، وشدد على ضرورة الإسراع في تجسيد هذا المشروع الذي يتربع على مساحة تفوق 800 هكتار ويمس بالمنطقة الشرقية لوحدها 123 منزل ومدرسة أساسية ومسجد ''أبو بكر الصديق''، فضلا عن مقبرة وجزء من الطريقين الوطني 77 (أ) والبلدي رقم .161 ومع التهام 574 قطعة أرض، وتبقى الإجراءات جارية حاليا لتعويض مالكي حوالي 574 قطعة أرضية، إضافة إلى تعويض جميع الهياكل التي يمسها المشروع بمنطقة ذراع الديس (شرق سطيف)، مع العمل على عدم المساس بالأراضي الفلاحية والتكفل بترحيل العائلات المتضررة إلى مساكن خاصة من أجل توفير كل الظروف المناسبة لإنجاز المشروع الذي تقدمت لإنجازه 42 شركة من 13 جنسية أغلبها من كندا، الهند، الصين، إيطاليا،البرتغال، سويسرا، تركيا، فرنسا، بريطانيا وأمريكا، يقضي بنقل المياه من سد إيغيل أمدا بولاية بجاية نحو شمال سطيف وبالتحديد إلى منطقة الموان أو ما يطلق عليه بتحويل شمال غرب سطيف، وكذا نقل المياه من سد إراغن بولاية جيجل باتجاه مدينة العلمة ''منطقة حجر الديس'' أو ما يعرف بتحويل شمال شرق سطيف، مع إنجاز سدين بكل من الموان وحجر الديس بسعة 313 مليون متر مكعب، أي ما يعادل قرابة ثلاثة أضعاف السعة الإجمالية لسد عين زادة الممون لولايتي سطيف وبرج بوعريريج بالمياه الشروب هذا المشروع الضخم ينتظر منه تحويل 313 مليون متر مكعب، وهو ما يعني تزويد أكثر من 7,1 مليون نسمة من سكان الولاية بالمياه الشروب، وسقي ما يصل إلى 36 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، وكمعلومات عامة فإن تحويل شرق سطيف يتمثل في جلب المياه من سد إراغن بولاية جيجل باتجاه ذراع الديس بطاقة 131 م ,3 على مسافة 60 كلم عبر 5 محطات، وسيتم ضمان العملية من طرف الشركة التركية ''مابا'' وهو ما سيسمح بتعزيز قدرات التوزيع وربط السكان بالمياه لتسع مناطق عمرانية هي بني عزيز، معاوية، العلمة، جميلة، بيضاء برج، بئر حدادة، بني فودة، تاشودة وعين السبت، والتي تضم في مجملها أزيد من 920 ألف ساكن، وكذا سقي ما يقارب 20 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، أما التحويل الثاني أو ما يعرف بتحويل شمال غرب سطيف فيتمثل هو الآخر في ضخ المياه انطلاقا من سد إيغيل أمدا بولاية بجاية باتجاه منطقة الموان شمالي الولاية على مسافة 24 كيلومترا عبر 3 محطات وقد أسندت العملية للشركة الوطنية كوسيدار وهو ما يعني ضخ ما يقارب 122 مليون م3 سنويا، الشيء الذي سيسمح بتعزيز تزويد كل من سكان سطيف مركز، عين الكبيرة، عين عباسة، فجال، عين أرنات، عين ولمان، مزلوف، الأوريسيا وقلال أو ما يزيد عن 700 ألف ساكن، مع سقي 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، والتي كانت تعتمد في الأساس على مياه الأمطار، هذا وقد حددت مدة الإنجاز المقررة لهذا المشروع الهام ب35 شهرا، وخصص لتجسيده غلاف مالي يصل إلى مليار دولار أو ما يعادل 103 مليار دينار، وسيسمح هذا الإنجاز بتحسين استفادة المواطن من مياه الشرب، ومضاعفة الإنتاج الفلاحي إلى أكثر من 05 مرات على ما هو عليه الوضع حاليا، إضافة إلى خلق العديد من المؤسسات المتوسطة والصغيرة تخص أنشطة الصناعة والتجارة مع توقع خلق أزيد من 100 ألف منصب شغل سواء في القطاع الفلاحي أو القطاعات المرتبطة به، تجدر الإشارة إلى أن الشركتين في طور بناء قواعدها لبداية الأشغال في الأيام القليلة القادمة، في انتظار تجسيد مشروع النفق الذي يتجاوز طوله 14 كيلومترا بمنطقة تابلوط، والذي يكون قيد إعداد المناقصة الخاصة به، من طرف اللجنة الوطنية للصفقات العمومية أما فيما يخص مسألة ترحيل السكان وتعويضهم عن منازلهم أو أراضيهم، فقد علمنا أن مصالح مديرية الري في إطار تنظيم عملية الترحيل، وقد تم تعيين خبير عقاري لتحديد قيمة السكنات والأراضي المحددة، وضخ الأموال الخاصة بمسألة التعويضات التي تتجاوز الثلاثة ملايير سنتيم، لدى الخزينة العمومية فيما يخص التحويل الغربي، وحوالي 87 مليارا فيما يخص التحويل الشرقي وبالتالي يكون مشروع القرن بالنسبة لولاية سطيف تحت أعين الرئيس وبين جانبي آلاف السكان وينتظر منه الكثير والكثير.