أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بسكرة في هذا الأسبوع كلا من المتهم (م.ن) 36 سنة وأخيه (م.ا 44 سنة، بعقوبة 10سنوات سجنا ودفع للطرف المدني 120 مليون سنتيم تضامنا لما لحق بالضحية من أضرار جراء معاملة تجارية، ولارتكابهما جنايتي تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية السرقة بالليل والتعدد. وفيما طالب ممثل الحق العام بإدانة هذين الشخصين المنحدرين ولاية المسيلة والقاطنين ببسكرة، بعقوبة 15 سنة سجنا، طالب باتخاذ إجراءات التخلف في حق المتهمين الفارين ويتعلق الأمر بكل من (ط.ع) 29 سنة من ولاية المسيلة و(ط.ر) 28 سنة من بلدية أولاد جلال ببسكرة. الأمر الذي أجبر المحكمة على النطق بالحكم نفسه في حق هذين الشخصين غير المحبوسين لتورطهما في جرم جناية تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية ومحاولة القتل العمدي والسرقة بالليل والتعدد. وبينما التمس دفاع المتهمين بإخلاء سبيلهما وبالبراءة، التمس دفاع الضحية (ظ.ل) من المحكمة ذاتها بتطبيق أقصى العقوبات في حق هذين المتهمين لكون الجرم ثابتا في حقهما وباعتبارهما كانا وراء تضرر موكله، ولأنهما كانا واسطة بين الضحية والمتهمين الفارين .تجدر الإشارة إلى أن خلفيات هذه القضية المعقدة والمركبة تعود بعض تفاصيلها إلى تاريخ 08 جوان 2008 عندما وصلت تعليمة نيابية إلى شرطة دائرة بسكرة تقضي بضرورة التدخل لصالح الشاكي التاجر (ظ.ل) المولود في 1972 بعين البيضاء وفتح تحقيق في الموضوع. وبسماع الشاكي تبين أنه تربطه علاقة تجارية مع المدعو (م.ن) تتمثل على وجه الخصوص في بيع وشراء سيارات وإعادة بيعها. إذ إنه وبعد اتصال هذا المدان بالضحية عن طريق الهاتف وإخباره بوجود سيارة من نوع بيجو 406 رمادية اللون معروضة للبيع بثمن معقول جدا لأن صاحبها كان بحاجة ماسة إلى المال ومضطر لبيعها، أجبر الضحية على التنقل إلى مدينة بسكرة لمعاينة السيارة بحضور المتعامل معه المدان وأخيه (م.ا) وتم الاتفاق على المبلغ. وبعد عودة الضحية في اليوم الموالي رفقة أخيه ومعهم المبلغ المتفق عليه والمقدر ب670 ألف دج على أساس أنه إذا لم يحضر المشتري في هذا الوقت بالذات وعلى باب الاستعجال ستباع السيارة للغير. وفي حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال حضر الشاري وأخوه وقصدا مقهى بحي سيدي غزال ليجدا (م.ن) وشقيقه في انتظارهما. هناك همّ (م.ا) بمهاتفة صاحب السيارة وبعدها غادر المقهى وبقي الطرف المدني ومرافقه (أخوه) مع (م.ن) إلى غاية ساعة متأخرة من الليل. وتمهيدا للمقلب الذي كان فيه الشاري الضحية الكبرى من قبل عصابة أشرار أفرادها ينحدرون من المسيلة والقاطنون بإقليم ولاية بسكرة. وبعد أن حل كل من الفارين باعتبار أنهما مالكا السيارة محل البيع، حيث صرحا للضحية بأنهما لم يستقدما السيارة من نوع 406 وطلبا منه تقديم المبلغ المتفق نظير إحضارها• ليركب الضحية والمجرمون بداخل سيارة أخرى على أساس الثقة، ليقوم أحدهما بعد المال ليجد الضحية نفسه مرميا خارج السيارة قبل أن يتعرض لطلقات نارية من المتهمين الفارين قبل أن يفرا نحو وجهة غير معلومة•