شدد كريم طابو، السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، على ضرورة خضوع الجامعة الجزائرية لتغيير جذري من خلال اعتماد سياسة جديدة لتقنين البحث العلمي الحيادي، معرجا على قضية إدراج اللغة الأمازيغية، كلغة وطنية، في المنظومة الجامعية والارتقاء بها إلى لغة علم عن طريق إرادة سياسية جادة. وتوقع فريد شربال، باحث وأستاذ بجامعة باب الزوار، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس، بمقر حزب الأفافاس، حول أزمة الجامعة الجزائرية، رسوب عملية خوصصة التعليم العالي من طرف الوزارة الوصية، مستندا على المستوى المعيشي المتدني للمواطن الجزائري والذي يحول بينه وبين دفع التكاليف التي تستلزمها المنظومة الجامعية الخاصة• كما دعا إلى ضرورة ''تفادي استيراد استراتيجيات تسيير القطاع التربوي، ومن بينها خوصصة الجامعات والمعاهد التي تعد دخيلة على مجتمعنا''، محذرا من ''خصخصة الجامعة'' التي تتم ''دون مراعاة المعايير الاجتماعية، التاريخية، السياسية والاقتصادية للبلاد''، على حد قوله. وكشف شربال خلال حديثه، عن ارتفاع عدد الطلبة في الجزائر من 312647طالبا سنة 1998إلى مليون و100 ألف في حدود 2008، وذلك مقابل ارتفاع عدد الأساتذة من 16260استاذا عام 1998إلى 41613 سنة 2008. وأشار إلى ''ان قاعدة أستاذ واحد ل15 طالبا، التي نص عليها ميثاق ''اليونسكو''، غير معمول بها في الجزائر حيث يخصص أستاذ واحد لكل 29طالبا''. واستعرض شربال، نقابي بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، عدة عوامل تسببت في إفراز الأزمة الراهنة على مستوى الجامعة الجزائرية، أبرزها عدم رصد ميزانية مخصصة لتكوين الطلبة وأزمة التسيير المطروحة نتيجة عدم خضوع عملية تنصيب الممثلين الأكادميين بالجامعة إلى انتخابات مراعية بالدرجة الأولى محتوى البرامج المقدمة، معرجا على الانعكاس السلبي للهجرة الداخلية والخارجية للأدمغة التي يعود سببها الأول إلى سياسة التعليم العالي الحالية. وقدم المحاضر، جملة من الحلول لتسيير التدفق الكمي للطلبة وفق نظام عقلاني محكم، يضمن لهؤلاء جميع حقوقهم الضرورية، بدءا بالمحافظة على المكتسبات المعهودة للمنظومة الجامعية ومن بينها الشهادات الوطنية، وتخصيص ميزانية معتبرة ترقى لتطبيق مبدأ ''الجامعة في قلب المدينة''، الذي يسعى إلى إعادة الربط بين الجامعة والاقتصاد الوطني، العمومي والخاص، وتحويل مفهوم الجامعة من مؤسسة منتجة للبطالين إلى مؤسسة تخرج الكفاءات العاملة.