اعتبر أمس فريد شربال الباحث في أمراض السرطان وأحد الأعضاء المؤسسين لنقابة ''الكناس''، أن خوصصة الجامعة الجزائرية لن يأتي بالحل السحري الموعود للمشاكل التي تتخبط فيها الجامعة الجزائرية، في ظل سيطرة ما وصفه بالتسيير البيروقراطي وغير الديمقراطي الذي تسير وفقه الجامعة الجزائرية• وقال شربال خلال محاضرة ألقاها بمدرسة التكوين السياسي بمقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، إن الجامعات الخاصة نجحت فقط في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تملك خصائص ارتباط الاقتصاد بالجامعة بشكل مباشر منذ نشأة هذه الدولة، حيث ألح الباحث شربال على ضرورة مطابقة الجامعات الوطنية مع المعايير التي تشترطها منظمة اليونسكو، كميزانية التكوين للطالب التي تصل 10 آلاف أورو في أوروبا مقابل حوالي 5 آلاف دينار في الجزائر، دون احتساب أموال الخدمات الجامعية، رغم أن الدولة تنفق أموالا طائلة على هذه الخدمات• وأشار فريد شربال إلى أن الجزائر لا زالت تجني تبعات إلغاء ديوان البحث العلمي بداية الثمانينات، وما صاحبه من تكسير وتحطيم للصناعة الجزائرية، حيث طالب بضرورة رد الاعتبار للمنظومة الجامعية من خلال سن قانون أساسي خاص بالأستاذ والباحث، خصوصا في ظل غياب استراتيجية واضحة للتكوين في الجامعة الجزائرية• وبالمناسبة كشف النقابي شربال عن قرار اتخذته الوزارة المعنية مؤخرا، يقضي بالعودة إلى نظام تكوين المهندسين بتسجيل وطني، معتبرا المسألة قضية سيادة وطنية، معرجا على مسألة اللغة الأمازيغية والعربية في البحث العلمي، قائلا إن القضية لا تتطلب سوى إرادة سياسية، وأن العلم يمكن الحصول عليه بأية لغة، شرط توفر هذه الإرادة• كما أعرب عن رغبته في أن تحظى لغة العلم الإنجليزية بمكانة أكبر في الجامعة الجزائرية، خصوصا في الوقت الذي تعرف جل التخصصات العلمية شبه سيطرة للغة الفرنسية• وشدد المحاضر على أزمة هجرة الأدمغة الجزائرية سواء بالداخل أو بالخارج، حيث ضرب مثالا بعدد الطلبة الجزائريين المسجلين في فرنسا فقط والمقدر ب20 ألف طالب، أو تلك الهجرة الداخلية من خلال استفادة الشركات الأجنبية العاملة في الجزائر من خبرات الإطارات الجزائرية التي أنفقت الدولة الكثير من الأموال على تكوينهم وفي الأخير لا تنتفع بهم•