تحصلت الكاتبة زهرة مبارك على جائزة أفضل رواية جزائرية لسنة 2011 بروايتها المعنونة ”لن نبيع العمر”، وذلك في الدورة الثانية للمسابقة التي أطلقها ”النادي الأدبي الجزائري” للكاتب بوفاتح سبقاق عبر الإنترنت· وجاء تتويج مبارك بفارق كبير عن الروايات الأخرى المرشحة، حيث نالت، وفق تقرير لموقع ”أصوات الشمال”، 1226 صوتا من مجموع 2161 صوتا أي بنسبة 57 بالمائة، فيما حلت في المرتبة الثانية رواية ”حادي التيوس” لأمين الزواي ب265 صوتا وفي المرتبة الثالثة لحبيب السائح بروايته ”زهوة”، 229 صوتا· وشهدت المسابقة مشاركة عشر روايات وهي ”لن نبيع العمر” كأول عمل للكاتبة الشابة زهرة مبارك، و”في عشق امرأة عاقر” لسمير قسيمي و”جملوكية آرابيا” لواسيني الأعرج و”قديشة” لرابح ظريف و”الأعظم” لإبراهيم سعدي، و”ملائكة لافران” لإسماعيل يبرير، إلى جانب ”سنابل وقنابل” لأبي العباس برحايل و”أعشاب القلب ليست سوداء” لنعيمة معمري· وقال تقرير ”أصوات الشمال” الذي يشرف عليه الكاتب الجزائري رابح بلطرش ”ليست العفوية، من بين أدوات الكاتبة الشابة زهرة مبارك وحسب، بل هي عماد نزعتها الواقعية في السرد وربط أحداث الحكاية التي شكلت محاور روايتها لن نبيع العمر، ولعلها أكثر من هذا، دليل مصداقيتها ككاتبة وراوية من هذا الزمان”، مضيفا ”وليس مهما بعد ذلك، أن تكون كاتبتنا، مدمنة على التهام ما طاب من أمهات الكتب، بقدر تمسكها بممارسة لعبة الكتابة بما تيسّر لها من وقت في فضاء الزمن المهرول دوما وأبدا، صوب عملية صياغة الذاكرة بما يأبى الإهمال والنسيان·· على أن المغامرة بالتقاط مثل هذه اللحظات السرمدية، يحتاج بالضرورة إلى عفوية زهرة مبارك، وصدقها في التعبير والتسجيل والقول المباح”· من ناحية أخرى، يعتقد المصدر السابق أنه ليس واضحا السبب الذي دفع الكاتبة لاختيار عنوان روايتها ”لن نبيع العمر”، لكن الحدس وحده يدفعنا للاعتقاد أن زهرة مبارك·· أرادت التأكيد على وقوفها إلى جانب المرأة المغتصبة في بلادها، سواء جرى اغتصابها باللين أو بالإكراه، وهي لذلك جعلت القدر ينصف بطلاتها حتى في لحظة فنائهن غير المؤكد، على غرار جميلة التي تموت بعد أن تضع مولودها مجهول الأب، سوى كونه أحد أفراد الزمرة الإرهابية الذين تناوبوا على اغتصابها، موضحا ”قد لا تحظى رواية زهرة مبارك، بقبول ومباركة جماعة النقاد الأكاديميين، وهذا أمر مشروع، يخص أذواقهم وميولهم، لكن جيل الكاتبة، الذي قبله، والأجيال التي ستأتي من بعده، لا بد أن يرتاح لهذا العمل الجريء الذي يعبر عن بعض همومه وانشغالاته باللغة والصيغة والعفوية التي يفهمها ويفضلها على غيرها، ليس انحيازا ولا اعتباطا بل لأنها تتلاءم وطبيعة عصره، متغيراته، ومستجداته·