الناطق باسم أهالي المفقودين يطالب بالتحقيق والوزير مدلسي ينفي الرئيس التونسي المخلوع كان يكسب ود الأمريكان على ظهر جثث الجزائريين طالب كمال بلعابد الناطق الرسمي باسم أهالي الحرافة المفقودين في البحر في اتصال مع ”البلاد” السلطات العليا بفتح تحقيق عاجل في مستجدات قضية 39 حرافا اختفوا في تونس بين سنتي 2007 و2008 والذين ترجح عائلاتهم وجودهم رهن الاعتقال في سجون سرية تونسية خاصة بعد ترويج معطيات عن تسليمهم من طرف نظام بن علي المنهار إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية· ونفت الخارجية الجزائرية بشكل رسمي هذه المعطيات وأكدت في مراسلة موقعة من طرف الوزير مدلسي أن ”الأحداث التي شهدتها تونس في الآونة الأخيرة لم ينتج عنها أية معلومات فيما يخص وجود جزائريين بسجون أمنية تونسية وهذا حسب المعلومات الأولية المتوفرة لدى بعثتنا الدبلوماسية بتونس، لكن التحريات متواصلة حول معلومات قدمها فارون من السجون حول هذه القضية”· لم يستبعد كمال بلعابد خطوة تسليم ”الحرافة المفقودين” المنحدرين في معظمهم من ولاية عنابة لمصالح وكالة الاستخبارات الأمنية في إطار ”الخدمات الجليلة” التي كان النظام الديكتاتوري للرئيس المخلوع بن علي يحرص على تقديمها للأمريكيين على حساب ”أبناء الجزائر” حتى وإن اقتضى الأمر، حسبه، ”تلفيق تهمة الارهاب”· وشدد بلعابد الذي انخرط في النشاط الحقوقي بعد فقدان فلذة كبده في الرحلة المشؤومة التي قام بها هذا الأخير رفقة أصدقائه لبلوغ الضفة الشمالية للمتوسط في أكتوبر سنة .2008 وقال بلعابد إن بعض العائلات من عنابة والقل والقالة تنقلت إلى تونس لتبحث عن أبنائها، غير أن السلطات التونسية رفضت التصريح بوجودهم، كما أن وزارة التضامن الوطني تدخلت لاستعادة الحرافة المفقودين عن طريق النظام التونسي السابق، لكنها فشلت في استرجاعهم، في وقت ماتزال مئات العائلات تبكي أبناءها الذين لم يظهر عنهم أي خبر حتى الآن· وحسب المصدر نفسه، فإن عائلات الحرافة الذين لم تلفظ أمواج البحر، جثث أبنائهم، متأكدون أن أبناءهم لم يغرقوا في البحر وإنما هم أحياء، ولكنهم محتجزون في سجون تونس أو تم تحويلهم إلى مراكز اعتقال أمريكية مثلما ذكرته الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين وفقا لمعلومات حصلت عليها من جهات مستقلة مضيفا أنهم ”لو وصلوا إلى اليابسة لاتصلوا بأهلهم وأخبروهم، ولو غرقوا لأخرج البحر جثثهم، غير أنهم لم يتصلوا ولم يخرج البحر جثثهم، في وقت يعلم الجميع أن البحر لا يحتفظ بالجثث في أعماقه وإنما يقذفها إلى اليابسة، مما يؤكد فعلا أنهم محبوسون”، حسب المتحدث· وشدد الناطق الرسمي باسم أهالي الحرافة المفقودين في البحر على ”ضرورة التحرك على أعلى مستوى خاصة من طرف السلطات العسكرية والأمنية في إطار العهد الجديد من العلاقات الثنائة بين الجزائروتونس والتي توجت بزياة الدولة الذي قام بها الرئيس التونسي منصف المرزوقي مؤخرا”· وعلى صعيد ذي صلة كشف وزير الخارجية مراد مدلسي في رد رسمي وجهه الى النائب بوشارب الذي ساءله حول قضية اختفاء هؤلاء الحراقة أن”التحريات الجارية لم تثبت إلى حد الآن وجود جزائريين من المهاجرين السريين ضمن نزلاء مراكز الاعتقال الأمنية عبر الجمهورية التونسية”· وقال رئيس الديبلوماسية الجزائرية ”إن الأحداث التي شهدتها تونس في الآونة الأخيرة لم ينتج عنها أية معلومات فيما يخص وجود جزائريين بسجون أمنية تونسية وهذا حسب المعلومات الأولية المتوفرة لدى بعثتنا الدبلوماسية بتونس· ومع ذلك شدد مدلسي على أن ”دائرتنا الوزارية لا تزال تتابع عن كثب كل ما يستجد حول هذه القضية من خلال الاتصال الدائم مع بعتثنا الدبلوماسية وكذا من خلال محاولة التأكد من صحة شهادات أدلى بها بعض الفارين من السجون التونسية لبعثاتنا القنصلية في هدا البلد”·