كثفت وحدات الحماية المدنية لولاية عنابة بالتنسيق مع فرق الدرك الوطني وأفراد الجيش الوطني الشعبي، من جهودها الرامية إلى فك الحصار الذي فرضته الثلوج الكثيفة على عشرات العائلات التي ظلت معزولة كلية عن المحيط الخارجي بمشتتي عين بوسيف وبرواقة، وسط أدغال جبال الإيدوغ، وذلك بعد شل حركة المرور عبر الطريق الرابط بين مقر بلدية سيرايدي وقراها المتواجدة في الجهة الغربية، لأن الثلوج التي تساقطت على المنطقة أول أمس الإثنين قطعت كل المسالك الفرعية، مما أجبر المصالح المعنية على إعلان حالة طوارئ قصوى لتزويد سكان المشاتي المعزولة بالمؤونة والأغطية والأفرشة· وذكر مصدر مسؤول من الحماية المدنية، أن العاصفة الثلجية التي تساقطت في الساعات القليلة الماضية، تسببت في عزل بلدية سيرايدي من جديد، بعد الشلل الذي عرفته حركة تنقل السيارات عبر المسلك الرئيسي والوحيد الذي يربط هذه المنطقة بعاصمة الولاية عبر مرتفعات الإيدوغ، لكن تدخل مصالح البلدية بالتنسيق مع مختلف المديريات والوحدات سمح بتنفيذ المخطط الاستعجالي الذي تم تسطيره لفك الحصار الذي فرضته الثلوج على بلدية سيرايدي، وذلك بتسخير الكاسحات والجرافات والشاحنات التابعة لمختلف المديريات وكذا البلديات المجاورة، والتي عملت منذ الساعات الأولى لفجر أمس على فتح الطريق على مستوى المسالك المقطوعة، لا سيما الطريق الرئيسي المؤدي إلى عاصمة الولاية، وكذا المحاور الفرعية التي تربط مقر البلدية بقريتي برواقة وبوزيزي، ومنها إلى مشتة عين بوسيف، ولو أن الطريق الإستراتيجي ظل مقطوعا على مستوى النقطة الكيلومترية الثامنة، بسبب سمك الطبقة الثلجية، الأمر الذي أجبر الجهات المعنية على اعتماد مخطط تنقل للتعامل مع الحالات الطارئة، خاصة منها ما يتعلق بتحويل المرضى إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بعاصمة الولاية، حيث إن عملية التحويل تمت على مرحلتين، الأولى من مقر البلدية إلى النقطة الكيلومترية الثامنة على الطريق الرابط بين سيرايدي وعنابة، إذ تم تجنيد فرق تدخل ثانية على مستوى المحطة التي يبقى فيها الطريق مقطوعا، للتكفل بنقل المرضى على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى·