شددت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، على معارضة حزبها لأي مبادرة أو مشروع يؤدي إلى زعزعة بلادنا وخدمة المصالح الغربية، في تأكيد منها على رفض حزبها لأي اندماج اقتصادي مع دول اتحاد المغرب العربي التي تربطها علاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي وجهت له انتقادات تكشف خلالها عن ممارسته ”سياسات إجرامية” ضدّ الدول، إلى جانب رفض فكرة إنشاء منطقة التبادل الحرّ في هذا القطر، باعتبار ذلك حسب المتحدثة يُكرّس ويُوسع السلع الأجنبية الأمريكية والأوروبية الموجهة لأزيد من 75 مليون نسمة الذين يُشكلون اتحاد المغرب العربي، وذلك على حساب اقتصاديات شجاعة تمكنت من تحقيق ذاتها خلال السنوات الأخيرة وأعادت بناء نفسها من جديد والمتمثلة في الجزائر· وانتقدت لويزة حنون في كلمة افتتاح أشغال اجتماع المجلس الوطني الجامع لإطارات حزب العمال على مدار ثلاثة أيام، بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، تحضيرا للانتخابات التشريعية المقبلة، بعض الأصوات التي اقترحت على الجزائر ضرورة الاندماج الاقتصادي مع باقي الدول المجاورة وكذا الاتحاد الأوروبي، وقالت في هذا الخصوص ”أنتقد هذه الأصوات، نعم نحن من أجل التآخي بين شعوب منطقة المغرب العربي، لكننا ضدّ إنشاء منطقة تبادل حرّ في منطقتنا، تسعى إلى توسيع المنتجات الأجنبية الأوروبية والأمريكية على حساب منتجاتنا، فماذا سيكون مصيرها؟”، وأضافت ”نحن ضدّ الاتحاد الأوروبي الذي يعمل على ممارسة سياسات إجرامية”، مشيرة أيضا إلى معارضتها لاندماج اقتصادي في هذا الإطار، مؤكدة ”نحن ضدّ تذويب السياسات الوطنية”، موضحة أن اقتصاد الجزائر عرف قفزة نوعية وتخلّص من كل القيود مما يؤهله ليكون قويا· في هذا الإطار، انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال ما اعتبرته موقفا متناقضا للجزائر فيما يتعلق بطلبها من الاتحاد الأوروبي تقديم لها الدعم من أجل الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، مستغربة هذا القرار ومخاطبة ”نحن لا نريد هدية مسمومة من الاتحاد الأوروبي لمساعدتنا على الانضمام لهذه المنظمة، التي سنكون فيها مجبرين على تقاسم المشاكل والخسائر المترتبة عن مخلفات النظام الرأسمالي”· وركّزت حنون خلال اجتماعها بإطاراتها على ضرورة مناقشة جميع هذه الانشغالات والتفكير في مصير التوجه الاقتصادي الجديد الذي يجب أن تنتهجه بلادنا بعد الانتخابات التشريعية المقبلة، التي وصفتها بالمصيرية، نظرا للظروف الدولية الراهنة والمسائل الحساسة الأمنية والاقتصادية التي تعصف باقتصاديات دول العالم، لا سيما الدول المجاورة، حيث ستكون كل الأنظار موجهة نحو ما ستُسفر عنه هذه الاستحقاقات، والتي دعت مناضليها إلى التجنيد أكثر من أجل تقوية قاعدة حزبها من خلال النزول إلى الميدان وتحسيس المواطنين بهذا التوجه الاقتصادي الذي سوف يكون حاسما في تثبيت الأمة·