فقدت وزيرة الثقافة خليدة تومي وهي تتحدث أمام الصحفيين والجزائريين على المباشر، أول أمس، لدى استضافتها في منتدى التلفزيون، وبدت في أقصى حالات الغضب جراء "عدم الاهتمام بأكبر تظاهرة ثقافية ستشهدها البلاد". دخلت الوزيرة تومي أستوديو "المنتدى" مرتدية زيا قبائليا زاهي الألوان ورصعت هذا الثوب "الجميل" بحلي تقليدية أبهرت المنشطة صوريا بوعمامة التي أطرت على ثوب السيدة الوزيرة التي بادرتها بابتسامة عريضة جدا. غير أن تلك الابتسامة سرعان ما انطفأت لتتحول إلى غضب لم تظهر عليه تومي من قبل حتى أن مرافقيها من إطارات وزارة الثقافة فوجئوا بالأمر، واستهلت خليدة تومي المنتدى الذي استمر ساعتين على غير العادة لدرجة أن قسم البرمجة في التلفزيون وقع في حرج شديد، بالقول: "نحن على موج فرح وسعادة.. وأغتنم الفرصة لتحية الفريق الوطني على فوزه الساحق في مباراته الأخيرة أمام مصر"، لتعرج بعد ذلك على الحديث عن برنامج المهرجان الثقافي الإفريقي الذي قالت إنه سيشهد أكثر من 8000 مشارك من 50 جنسية و"نحن بصدد ضبط البولونات الأخيرة وقد بدأنا التحضير لهذا الحدث القاري الهام منذ سنة 2006 أي منذ أن كلفت الجزائر بتنظيم المهرجان". وفي هذا الإطار كشفت أنه تم لحد الآن تأكيد مشاركة 48 دولة إفريقية عضو في الاتحاد الإفريقي بما فيها الصحراء الغربية، بالإضافة إلى البرازيل والولايات المتحدة وسيرافق تلك الوفود 34 وزيرا وشخصيات سياسية وثقافية كبيرة. وفيما يتعلق ببرنامج التظاهرة، كشفت السيدة تومي أن حفل الافتتاح الشعبي سيكون شبيها بتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، حيث ستجوب شاحنات كبيرة شوارع العاصمة الرئيسية حاملة معها مجسمات تعكس تراث وثقافة كل دولة إفريقية مشاركة، كما كشفت عن نشاطات ثرية ومتنوعة في مجالات المسرح والسينما والغناء والرقص ينشطها العديد من الفنانين المعروفين من بينهم الفنانة وردة الجزائرية. وفي هذا الإطار؛ تم تهيئة 22 ساحة عمومية بالجزائر العاصمة لإقامة النشاطات الاستعراضية المدرجة في برنامج التظاهرة الإفريقية التي خصص لها غلاف مالي يقدر بثمانية ملايير دينار جزائري، وهو رقم "لا يذكر بالمقارنة مع عقود التحويلات التي يمضيها لاعبو كرة القدم أو ميزانية فيلم تيتانيك" على حد تعبير السيدة تومي التي قالت إن ما يميز المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني عن ذلك الذي احتضنته الجزائر عام 69 هو "التطورات التقنية التي وفرتها الوصاية لإنجاح التظاهرة القارية"، بالإضافة إلى إنشاء قرية للفنانين "صممتها بنتان جزائريتان حرتان لا تتجاوزان من العمر 30 سنة" كما تتوفر على 2500 سرير وأنجزت في ظرف خمسة أشهر، وهو ما اعتبرته تومي "تحديا حقيقيا رفعته الكفاءات الجزائرية التي يعول عليها دوما في مثل هذه المناسبات الهامة". وقالت تومي في هذا الإطار إن هذه القرية ستدشن في ال15 من الشهر الجاري، مؤكدة أن "كل مؤطري المهرجان والمشرفين على التحضيرات هم جزائريون ولا وجود للأجانب بينهم". فيما كشفت السيدة تومي عن مشروع إعادة طبع 250 عنوانا من أمهات الكتب في الأدب الإفريقي والجزائري بما فيها عناوين باللغة الأمازيغية التي قالت بشأنها إن الوزارة وجهت نداء لمساعدتها في الحصول على تلك العناوين لإعادة طبعها. من جهة أخرى انزعجت الوزيرة تومي كثيرا من أسئلة الصحفيين التي تمحور بعضها حول قوانين السينما والكتاب وتهريب الآثار وهو ما اعتبرته "خروجا عن موضوع المنتدى" قبل أن تؤكد على أن موضوع الكتاب "يمثل أولوية الأولويات في السياسة الثقافية للدولة الجزائرية" بدليل اعتزام وزارة الثقافة تنظيم "مهرجان لكتاب الناشئة والرواية من 21 إلى 29 جوان الجاري"، أي عشية المهرجان الثقافي الإفريقي الذي قالت إنه سيعرف مشاركة كبار القصاصين والكتاب الأفارقة وأضافت بخصوص الكتب التي ستطبع في إطار التظاهرة، أن 120 عنوانا سيكون جاهزا يوم 21 جوان الجاري وفي هذا الصدد كشفت أيضا عن مشروع "إقامة للرواية" تستمر ثلاثة أسابيع يشارك فيها كتاب أفارقة وجزائريون وستتوج هذه الإقامة بإصدار كتاب تحت عنوان "إفريقيا عاصمتها الجزائر"، بالإضافة إلى تنظيم معرض للأشرطة المرسومة من 6 إلى 30 جويلية الداخل يشارك فيه 32 فنانا إلى جانب مشاركة 2252 فنانا في الرقص والكوريغرافيا. كما قالت تومي إن ديوان رياض الفتح سيكون على موعد مع عرس سينمائي حقيقي، حيث سيتم في الفترة الممتدة من 5 إلى 20 جويلية استذكار أهم الأفلام الإفريقية من خلال عرض أكثر من 100 فيلم من الأفلام الحديثة والقديمة. وفي ذات السياق، اغتنمت وزيرة الثقافة الفرصة لتؤكد على أن المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني فرصة ذهبية لإعادة الاعتبار لصورة الجزائر الخارجية التي "ظلت طوال سنوات خلت مرتبطة بالدم والدمار وحان الوقت الآن ليتأكد ضيوفنا أن الجزائر بخير وتنعم بالأمن والاستقرار" وهنا وجهت الوزيرة تومي رسالة إلى الإعلام حتى يكون "شريكا في إنجاح التظاهرة ويحتضنها".