بدت الوزيرة خليدة تومي في منتدى التلفزيون أكثر غضبا من أي وقت مضى.. كانت "زعفانة بزاف".. "المخلوقة" كانت تنتظر أن يصفق لها الحاضرون ثناء على ذوقها "الجميل" من خلال اختيارها لذلك الثوب القبائلي الأحمر.. الزاهي الألوان.. والمرصع بجواهر تقليدية.. كانت تومي فرحة فرح الأطفال بملابس العيد.. غير أن الفرحة لم تدم طويلا.. غضبت كثيرا.. وكان هذا الغضب سيلا جارفا لم يهدأ أو يتوقف رغم مجهودات المنشطة المسكينة التي داهمها الوقت.. وكانت نفس الحكاية قد تكررت لدى استضافتها في نفس المكان.. في نفس المنتدى.. حين تحدثت عن برنامج تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية.. وقتها كان غضبها عظيما لدرجة أنها قالت "لم أخف من الإرهابيين فكيف أخاف الصحفيين".. البعض اعتبر هذا الكلام تجاوزا للحدود وتهجما على الصحفيين الغلابى الذين نكل بهم الإرهاب أيضا.. غير أن تومي بين هذا وذاك.. تصر على أنها أكثر الناس احتراما لحرية الصحافة والتعبير.. الحرية التي فقدت معناها أول أمس.. وهنا ربما يكون من حق تومي أن تقول: "يا جماعة.. يا خو.. امنحوني فرصة الحديث عن المهرجان الثقافي الإفريقي كونه الحدث الأهم حاليا.. وبعدها نتكلم في أشياء أخرى.."، وربما يكون من حق الصحفيين أيضا أن يتكلموا عن أشياء يرونها أكثر أهمية.. ولكن الأكيد هنا أن ما حصل في مبنى شارع الشهداء أول أمس.. لا يمكن وصفه إلا بفضيحة ثقافية كبيرة وكبيرة جدا.. ولا يهم هنا من المتهم الأول فيها.. المهم أنها كانت فضيحة وفقط.. والمهم أن مستوى النقاش الثقافي نزل إلى أدنى المستويات.. إلى هوة سحيقة..، هكذا نحن.. لا نحتمل الآخر.. لا نستمع إليه.. والسلام عليكم والسلام لنا جميعا بإذن الله..