شنّت وزيرة الثقافة هجوما شديدا على كل خصومها، معتبرة إياهم بعيدين عن إدراك الأهداف الاستراتيجية التي سطّرتها الدولة في احتضان عاصمة الثقافة العربية، مستنجدة بحلفائها في الساحة الثقافية. وقد حرصت خليدة تومي في منتدى الشروق على إظهار ثباتها على قناعتها السياسية والإيديولوجية، وفي نفس الوقت تمسكها ببرنامج رئيس الجمهورية، لترمي بالكرة في وجه خصومها، جاعلة رئاسة الجمهورية حكما بينها وبينهم. وزيرة الثقافة كما دافعت بشدة عن قطاعها، أبرزت الكثير من المواقف وتحدثت في العديد من القضايا والقطاعات. قررت نقل التجربة السينمائية الفرنسية أكدت وزيرة الثقافة أنها تصر على تبنّي القانون الفرنسي لتنظيم القطاع السينمائي، نظرا لما يقدمه القانون من دعم للمخرجين ولأنه يحتوى على سلسلة من القوانين التي من شأنها أن تقنّن الدعم الذي قدم للمخرجين. وأضافت الوزيرة قائلة إننا في الجزائر اعتدنا دائما أن ننظر إلى ما يحدث عندنا كاستثناء لذا قررت أن أنقل التجربة الفرنسية أولا ربما لن تصير استثناء وثانيا لأنه لا عقدة لدي في نقل التجارب الناجحة. كما كشفت الوزيرة بخصوص قضية جون بيار ليدو أن المخرج قدم لها فيلما من ساعتين وهي بصدد مشاهدته مع المجاهدين والمختصين وإذا احترم مبدأ و مقدسات الشعب سنمنحه الترخيص للعرض. بانوراما الأفلام السينمائية الطويلة مؤجلة "دليس بالوما" و"كارتوش ڤولواز" فيلمان ليسا جزائريين أكدت تومي أن فيلم "دليس بالوما" لمخرجه نذير مقناش سيظل فيلما أوربيا إلى حين حصول الوزارة على النسخة العربية، حسب عقد الدعم الذي أمضى عليه الطرفان. وبالنسبة لها هذا هو المقياس الأساسي للحكم عليه ما لم يمس بالمقدسات الوطنية. وحول هوية الفيلم وروحه الأوربية، ردت خليدة "نحن لا نسير الضمائر" وهو المبدأ الذي تبنّته الوزيرة فيما يتعلق بفيلم "كارتوش ڤولواز" لمخرجه مهدي شارف والذي قالت عنه إنها لم تشاهده بعد وستفعل ذلك رفقة مهنيين معروفين. هذا وأكدت في نفس اللقاء على خطوة إلغاء "بانوراما الفيلم السينمائي الطويل" ذلك -حسبها- بسبب تأخر بعض الأفلام التي لازالت تُعالج تقنيا في الخارج وبالضبط في مخبر ببلجيكا بعد أن توصّلت الوزارة إلى اتفاق أقل تكلفة مقارنة بفرنسا. وستحكم في مستوى هذه الأفلام لجنة تحكيم دولية محترفة، وعليه ستنتظر دائرة السينما إلى حين ضمان مشاركة القسط الأكبر من الأفلام الطويلة. كما أشارت إلى أن الوزارة تسعى إلى التأسيس لأرشيف سينمائي هو عملة نادرة لتاريخ أي دولة في الفن السابع، خاصة بعد اختفاء عدة نسخ لأفلام قديمة لم يعثر عليها لحد الساعة، وقد دخلت الخطوة مرحلة التنفيذ. هذا وعن تبنّي الوزارة وضع قانون السينما على القانون الفرنسي، قالت الوزيرة "في كل مرة نؤسس لتقليد ثقافي ما نتعرض إلى النقد فقررت هذه المرة الاستناد إلى قانون السينما الفرنسي خاصة بعد أن اطّلعت على مضامينه الجادة التي لا تقبل إلا الإنتاج المحترف، ثم لكي لا يقال إن قانون السينما الجزائري "بدعة". بعد أن طلب "رخصة بث" على "ليدو" احترام العقد أو بيننا العدالة أكدت تومي أن جون بيار ليدو قد تحصل على 150 مليون سنتيم لإنجاز فيلمه الوثائقي والذي تلاعب فيه بالزمن والمضمون. وقد طلب منذ أسبوعين رخصة بث وسأوافق على ذلك وبعد أن يشاهده مختصون سنرى ما يمكن فعله. فإذا احترم الاتفاق وتوصّلنا إلى حل وُدّي فلا مشكلة أما إذا أصر على موقفه فعليه أن يعيد الميزانية إلى الوزارة أو ستضطر الوزارة إلى طلبه للمثول أمام العدالة. لا علم لي بفيلم حسني نفت وزيرة الثقافة الاحتجاج الذي قدمته عائلة المرحوم الشاب حسني، وقالت خليدة "إذا كان هناك احتجاج أو اعتراض من العائلة، فإن مصالح الوزارة ستدرس الاحتجاج وتعهدت بالتكفل بانشغالات العائلة"، وأضافت إذا تطلب الامر توقيف الفيلم فسنوقفه، ولكن الوزارة أكدت أن الفيلم تم تمويله من ميزانية تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. وعن رسالة احتجاج عائلة الشاب حسني التي نشرتها "الشروق" مؤخرا، قالت الوزير إن هذه الرسالة لم تعلم بها، ولا تعلم إذا وصلت الى مصالحها أم لا. بسبب خلافاتى مع سعدي طردت من الأرسيدي ومازلت متمسكة بقناعاتي قالت وزيرة الثقافة والمناضلة السابقة لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، خليدة تومي، لقد طردت من الأرسيدي وفصلت بصفة نهائية من قبل قيادة الحزب بسبب خلافات بيني وبين القيادة، ولم أطلّق يوما الحزب أو استقلت منه، مؤكدة أنها مازالت تحتفظ بنفس المبادئ والقناعات السياسية التي دافعت عنها طيلة مسارها السياسي. كما اعتبرت أن الأطراف التي تتهمها بالتخلي عن مبادئها وقناعاتها السياسية لا تعرف جيدا خليدة تومي ولا قناعاتها السياسية، على اعتبار أنها مازالت متشبثة بنفس القناعات، مشيرة إلى أن الأطراف التي تحاول الترويج لهذا الطرح تحمل نوايا سيئة وأهدافا أخرى. وأضافت أنا كنت مناضلة في الأرسيدي، وتحملت تبعات هذا النضال، انطلاقا من قناعتي أن الحكم على السياسي يكون بالأفعال والأعمال وليس بالأقوال، ولولا دفاعنا لكانت نتائج أخرى ومعطيات غير التي هي موجودة الآن، في ظل مواقف وأطروحات جماعة "سانتيجيديو" التي كانت لترهن البلاد وترخّص بالتدخل الأجنبي في الأمور الداخلية. وزيرة الثقافة عادت لتدافع بشراسة في منتدى "الشروق اليومي" عندما تعلق الأمر بقناعاتها السياسية ومبادئها، وموقفها من النظام السياسي القائم، حيث حرصت على إعلان تمسكها دائما بقناعاتها السياسية ومبادئها وقالت صراحة "إنني لم أُدر ظهري لقناعاتي، ومازالت احتفظ بنفس المبادئ في كل مراحلي بما فيها تلك التي شغلت فيها منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة". وقالت خليدة تومي: "لم أكن يوما ضد ما يسمى بالدولة الإسلامية، وإنما قناعاتي ولحد الساعة هي رفضي القطعي للدولة "الثيوقراطية" أو ما يعرف بالدولة الشمولية على الرغم من أن ترجمة المصطلح باللغة العربية يحتاج إلى مراجعة، كونه لا يعبّر عن جوهر المصطلح"، وجددت مقتها لهذا النوع من الحكم بكل أنواعها الإسلامية وغير الإسلامية كنمط من أنماط الحكم السياسي. وكفى ب "وطار" مزكيا خليدة: أنا طبقت برنامج الرئيس اعتبرت وزيرة الثقافة أن دليل نجاحها في الإشراف على تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، هو شهادة الأديب العالمي الطاهر وطار. وقالت خليدة تومي في منتدى الشروق، إنه من الصعب كما هو معروف الحصول على موقف مساند من وطار، وأضافت تومي أنها لا تجد ما ترد به على منتقديها، إلا شهادة وطار الذي زكى إشراف الوزيرة على التظاهرة. ولم تكتف خليدة في الرد على خصومها بتزكية وطار، بل ذهبت إلى الاحتماء برئاسة الجمهورية، عندما قالت "لقد طبقت برنامج رئيس الجمهورية"، وهو ما يفهم أن من ينتقد خليدة فهو ينتقد رئيس الجمهورية. وزيرة الثقافة بذلت جهدا كبيرا في الدفاع عن إدارتها للتظاهرة وأسهبت في شرح أهدافها، التي تتلخص في إعادة الجزائر إلى المحيط العربي، وإزالة التشوهات التي لحقت بها خلال سنوات الإرهاب، متهمة ضمنيا خصومها بعدم القدرة على الارتقاء إلى استيعاب أهداف الدولة من هذا الحدث. وفي ردها على سؤال الشروق بأن خصومها ومنتقدي إشرافها هم رجال دولة ومسؤولون سابقون، قالت"إن الأمين بشيشي كان وزيرا قبلي، وقد قدم استقالته من منصبه، وهو حر في الاستقالة". وحسب وزيرة الثقافة، فإن الجزائر تمكّنت من تحقيق الأهداف المسطرة في برنامج تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، بدليل أن الكثير من الوفود العربية جاءت إلى الجزائر لأول مرة، وذهبت وهي تحمل نظرة مغايرة عن تلك التي كانت تحملها عن الجزائر. وحسب وزيرة الثقافة، فإن تظاهرة الجزائر هي التظاهرة الوحيدة بعد لبنان، التي جلبت إليها أكبر عدد من المشاركات العربية، التي بلغت ثمانية عشر بلدا عربيا، متهمة في نفس الوقت الدول العربية بالتخلي عن الجزائر أثناء سنوات الإرهاب، معتبرة صمود الجزائر هو إنقاذا لكل الدول المجاورة. وأضافت وزيرة الثقافة إن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، قد أكدت نجاح التظاهرة على المستوى العربي، وهي منظمة عربية محايدة وتابعة للجامعة العربية، وهو ما اعتبرته خليدة تومي نجاحا كبيرا. قانون الكتاب تكفل به الرئيس الناشرون لن يشاركوا في مشروع السنة الجديدة كشفت وزيرة الثقافة، السيدة خليدة تومي، في فروم "الشروق" أن لجنة الكتاب المخولة بقراءة وترشيح المشاريع للنشر في 2008 لن تتضمن الناشرين، حيث ستضمن اللجنة ممثلي الوزارة وأساتذة الجامعات فيما يقدم الناشرون مقترحاتهم التي تؤخذ بعين الاعتبار. وقد أرجعت الوزيرة قرار إبعاد الناشرين من لجنة الكتاب تجنبا للقلاقل التي حدثت العام الماضي داخل اللجنة، خاصة بين الناشرين فيما يخص اقتسام حصص النشر. وقد أكدت الوزيرة أن هذا القرار من شأنه أن يقدم فرصا متساوية أمام الجميع ويضمن الشفافية في التسيير، كما أكدت الوزيرة ما سبق أن نشرته "الشروق" حول حجم ميزانية المشروع والشكل الذي سيأخذه القانون المنتظر للكتاب، حيث قالت في هذا الشأن إن رئيس الجمهورية لجأ إلى إصدار القانون في شكل مرسوم رئاسي لدعم الكتاب وحركة النشر في الجزائر وتجاوزا للتعقيدات التي سبق أن واجهت هذا القانون المطروح منذ مدة. وقد قالت الوزيرة إن هذا يعكس عزم الرئيس في الذهاب بعيدا بقطاع النشر كأولوية ضمن مشاريع الوزارة خلال 2008. وفي هذا الإطار، قالت الوزيرة إن ميزانية المشروع ستتم دراستها في إطار قانون المالية ولكنها قد تكون مثل الميزانية التي خصصت لقطاع الكتاب خلال 2007 وهي في حدود المليار سنتيم. من جهة أخرى، وبشأن صندوق دعم الإبداع، قالت الوزيرة إن المشاريع الآتية تقررها لجنة مشاريع الكتاب خلال 2008 وتدخل ضمن استراتيجية دعم الإبداع التي يرعاها الصندوق التي أكدت الوزيرة أنه أصبح أكثر تقنينا من ذي قبل عبر جملة من المراسيم التنفيذية التي تضبط عمله، خاصة فيما تعلق بطرق الصرف والعلاقات مع وزارة المالية. ليست لي خلافات مع أي مدير والزاوي أنا أتيت به من وهران بشأن ما راج عن خلافها مع مدير المكتبة الوطنية، الدكتور أمين الزاوي، وخاصة غياباتها المتكررة عن المكتبة، أكدت الوزيرة أن غيابها كان مبررا بحكم كثرة المشاغل والنشاطات في عاصمة الثقافة العربية. وأضافت الوزيرة أن هذا أمر عادي جدا ما دام أن ممثلها بالمكتبة موجود ولهذا الغرض وهو تمثيل الوزيرة والوزارة، وأكدت أنه لا يوجد هناك أي خلاف بينها وبين أي مدير أو رئيس هيئة تابعة لوزارة الثقافة سواء كان مدير المكتبة أو أي أحد آخر غيره، مؤكدة أن "الزاوي أنا أتيت به من وهران". تدخلت في المعهد العالي للموسيقى ولا أريد إرسال الناس إلى السجن بشأن مشروع المعهد الوطني العالي للموسيقى الذي عرف في المدة الأخيرة الكثير من الأقاويل، أكدت الوزيرة لدى نزولها ضيفة على فروم "الشروق اليومي"، أن وزارة الثقافة ورثت هذا المشروع الذي يعود إلى 12 سنة خلت بالضبط إلى عام 1996، وقد اضطرت الوزارة إلى تطبيق قانون 04/98 الذي يمنع البناء فوق المواقع الثرية لأن البناءات والترميمات التي كانت تجرى على هذا المشروع أجريت فوق مواقع أثرية رومانية قديمة منها منزل هدم عن آخره وبئر، ومن هذا المنطلق، أكدت الوزيرة أن هيئاتها طبقت القانون بحذافيره وحاولت عبر تصميمات هندسية ودراسات أن تحافظ على ما تبقّى من هذه الاثار التي حاول المشروع السابق أن يتجاوزها. وفي ذات السياق تقول لوزيرة وردا على رسالة الاحتجاج التي رفعها بعض إطارات و طلبة المعهد حول تسييره وترميمه، إنها "لا تريد إرسال الناس إلى السجن لأني احترم العائلات وبابات الوليدات". وأكدت أن في النسخة السابقة للمشروع الذي اشترته وزارة الثقافة وجدت أن هناك أناسا قاموا بشراء عتاد الإنارة والسمع لقاعة لم تبنَ بعد. المجلس الوطني للثقافة والفنون عند الحكومة تعكف حاليا لجنة مكلفة من طرف وزارة الثقافة بالتمحيص في وضعية الفنانين الجزائريين عن طريق القيام بعملية فرز يتم على أساسها ضبط الرقم النهائي للفنانين الجزائريين كل حسب وضعيته، ليتم بعدها اجتماع مجلس الفنون والثقافة الذي ستشرف عليه وزارة الثقافة والذي سيجمع بين نقابة الفنانين الجزائريين وممثلي الإدارة الجزائرية للخروج بقوانين صارمة تحمي حقوقهم والمتمثلة خاصة في الضمان الاجتماعي باعتباره الشغل الشاغل لكل فنان، لحمايته وحماية عائلته. هذا ما صرحت به وزيرة الثقافة خليدة تومي التي اعتبرت أن هذا المجلس يعد أول خطوة ستقوم بها وزارة الثقافة بعد اجتماع وزارة المالية ووزارة العمل والضمان الاجتماعي من أجل التوصل الى حل نهائي يرضي جميع الأطراف، بحيث لا يمكن كما قالت أن نخلط بين الفنان المحترف الذي يعتبر عمله الفني مصدر رزق له وبين الفنان الهاوي الذي يعتمد على وظيفة أخرى يقتات منها، وهذا لا يتم إلا بوضع بطاقة لكل فنان. وأكدت خليدة تومي في نفس السياق على حماية الفنان الجزائري من أي احتمال ونوّهت في المقابل بجهود الفنانين الجزائريين وعطائهم الفني خاصة من خلال ما قدّموه خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية التي اعتبرتها أكبر تظاهرة عربية. نعمل مع إسبانيا لحماية التراث الأندلسي من التهويد في سبيل الحفاظ على التراث الأندلسي الجزائري، المغاربي وحمايته من التهويد، صرّحت خليدة تومي وزيرة الثقافة ل "لشروق اليومي" أنّه علينا التنسيق مع دول المغرب العربي وإسبانيا بوصفه تراثا غير مادي، يدخل بصفة خاصة في خانة حماية كلّ ما هو جزائري. و لم تستغرب خليدة هذه المحاولات التي تستهدف الفن الأندلسي المغاربي، إذ "أنّهم حاولوا تهويد "المسجد الأقصى" وهو تراث مادي فكيف بغير المادي؟ هذا وقد سبق أن صرّحت تومي أنّ أطرافا استغلّت انشغال الجزائر في العشرية السوداء، وحاولت تصنيف التراث الأندلسي إلى "يهودي". وعن المشاركة الجزائرية في تظاهرة "القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، والتي تعتبر أكبر تحدّ عربي للحفاظ على عروبة القدس في ظلّ المحاولات المستمرّة لتهويده، قالت تومي إنّ المشاركة الجزائرية ستتحدّد في اجتماع "الاليسكو" القادم بجدة، وأنها ستكون بالتنسيق مع الفلسطينيين، وذلك على مقربة من اقتراب الذكرى الستين لقيام الكيان الصهيوني. للإشارة، فإن مسألة احتضان "القدس" كعاصمة عربية يطرح أكثر من إشكال نظرا لوجودها في وضع "أسير" للاحتلال الصهيوني، ولتعذّر استضافة السلطات الفلسطينية للعديد من التظاهرات الثقافية لعدم وجود الهياكل التي تحتضنها. تومي تتحدى: الجزائر أفضل دولة عربية خدمة للغة العربية ؟ اعتبرت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، الجزائر من أكثر الدول العربية التي خدمت اللغة العربية، وأكدت خلال استضافتها ب "فوروم الشروق" أن الجزائر غداة الاستقلال وجدت نفسها وحيدة في مجال التكوين والتأهيل العلمي واللغوي، مشيرة إلى أن واقع اللغة العربية في الجزائر أفضل مما هو عليه الحال في الكثير من الدول العربية التي تتباهى بالريادة في هذا المجال. وأوضحت الوزيرة أن الجزائر صرفت أضخم الميزانيات على قطاع التكوين في اللغة العربية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، إذ أن تعداد الطلبة الجامعيين في الجزائر لم يتجاوز 900 طالب في 1962 جُلّهم في الجامعة المركزية والبعض منهم في الخارج وكان معظمهم يتعلم باللغة الفرنسية ليتضاعف العدد اليوم عشرات المرات وفق تعليم باللغة العربية، مشيرة إلى أن تحقيق نسبة أكثر من 70 ٪ من الجزائريين يتقنون العربية لم تكن سهلة وإنما صرفت عليها أموال ضخمة وبذلت من أجلها جهود كبيرة، وهذا ما ساهم في أن تكون الجزائر من أفضل وأحسن الدول التي خدمت اللغة العربية بالوطن العربي على حد تعبيرها. 2 مليار سنتيم هي ميزانية الدراسة فيلم الأمير على طاولة الرئيس أكدت تومي أن عملية دراسة مشروع فيلم الأمير عبد القادر لاتزال جارية وأن الملف على طاولة الرئيس في انتظار الوصول إلى تقرير مفصل ووافٍ حول كل ما يتعلق بميزانيته. كما أكد أن ميزانية الدراسة التي رصدت هي 2 مليار سنتيم وقد انتهت المرحلة الأولى والثانية وقريبا المرحلة الأخيرة، لتتضح الصورة جليا، لأن الرئيس أكد على ضرورة أن يكون العمل ضخما يليق بمؤسس الدولة الجزائرية العصرية، مشيرة إلى أن الميزانية المبدئية التي رصدت هي 7 ملايير دينار. وقد عمدت في نفس المقام إلى إجراء مقارنات بين الأفلام الضخمة التي تنجز في أوروبا، مؤكدة أن الأمير يستحق فعلا هذا الاهتمام وأن الرئيس قال »إما أن يكون عملا حضاريا كبيرا وإما ألا ينجز أصلا«. بوتفليقة لم يدعه... وهو من حاول الاستثمار في ذلك مرحبا ب»ماسياس« إذا تخلى عن صهيونيته أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أن السلطات الرسمية الجزائرية ترحب بمجيء المطرب الفرنسي انريكو ماسياس، شريطة أن يتخلّى عن صهيونيته، التي اعتبرتها السبب الوحيد للرفض الذي أبدته عدد من الدوائر الرسمية يتقدمها رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم لزياراته المزعومة للجزائر، مفندة تفنيدا قاطعا أن يكون مرد رفض الزيارة أصوله اليهودية، مؤكدة على أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لم يدعُ أبداً انريكو ماسياس، وإنما هذا الأخير هو من طلب الترخيص له بزيارة الجزائر وعاد ليستغلها سياسيا. وأوضحت وزيرة الثقافة خلال منتدى »الشروق اليومي«، أن الرفض المعبّر عنه عشية الإعلان عن زيارة انريكو ماسياس الى الجزائر لا يمتّ بصلة الى ديانة الشخص اليهودية، وإنما ماسياس ليس يهوديا فحسب، وإنما صهيونيا وينتمي لحركة لا تعترف للفلسطينيين بحقهم في دولتهم، وعليه فهو مطالب بالتخلي عن صهيونيته والاحتفاظ بيهوديته إذا أراد زيارة الجزائر، على حد تعبير الوزيرة، التي نفت عداء الجزائر لليهود من باب أنهم من أهل الكتاب، ويدينون ديانة واجب احترامها، وضربت في هذا المقام مثالا عن المحامية والأديبة »جيزال حليمي« اليهودية الديانة، غير أنها استضيفت كضيفة شرف خلال المعرض الدولي للكتاب في طبعته الأخيرة، كما كانت دوما صديقة للجزائر، اعترافا لنصرتها للثورة الجزائرية وتصفية الاستعمار. وفنّدت تومي تفنيدا قاطعا أن يكون رئيس الجمهورية قد أقدم يوما على توجيه دعوة لانريكو ماسياس لزيارة الجزائر، وإنما الأمر لا يتعدى طلبا وإبداء رغبة من قبل مطرب »الفرنكو أندلسي«، كما يحلو له أن يسمي نفسه في زيارة الجزائر، وهو الأمر الذي شكل حرجا حسب الوزيرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في أن يحاصر رغبة شخص يريد أن يزور الجزائر، على اعتبار أنها الوطن الذي شهد ميلاده، ومراحل عدة من حياته. مؤكدة أن انريكو ماسياس يدّعي أن الرئيس وجه له دعوة، محاولة منه للاستثمار السياسي في القضية واستغلالها لأغراض يعلمها انريكو ماسياس دون سواه. كما أكدت خليدة تومي، أن زيارة ماسياس لم تثر أبدا ذلك الخلاف الذي صوّر بخصوص موقف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وموقف رئيس حكومته عبد العزيز بلخادم، لا من موقعه رئيس حكومة خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شهر ديسمبر الماضي، ولا في وقت مضى من منبر سياسي آخر. مقر ديوان الثقافة والإعلام: العدالة ستفصل في القضية أقرت وزيرة الثقافة خليدة تومي بضرورة تكفل الحكومة ببناء وتخصيص مقرات لكل المؤسسات التابعة لقطاع الثقافة، يتقدمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لتحريرها من قبضة تبعية الإيجار، مشيرة إلى أن ملف مقر الديوان وملكيته لشركة فرنسية بين أيدي العدالة، وإن كانت قد فصلت المحكمة الابتدائية لصالح الشركة الفرنسية، فالديوان قدم طعنا لدى المحكمة العليا ونحن ننتظر كلمة العدالة. واعترفت خليدة تومي بفضل الديوان الوطني للثقافة والإعلام في تنظيم كل الأسابيع الثقافية التي نشطت ضمن إطار الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وذهبت بعيدا لتقول أنه لولا الديوان الذي يحمل الطابع الاقتصادي التجاري، لم نكن لنستطع تنظيم ولا أسبوع. مؤكدة أن قناعاتها، كمسؤولة عن الوزارة الوصية وعضو في الحكومة، تفرض عليها أن تكون موضوعية في إيجاد الحل، مقترحة ضرورة تكفل الدولة بإيجاد واستحداث مقرات خاصة لكل المؤسسات الوطنية التابعة لها كالجوق الوطني الصوفي، والديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة وبقية المؤسسات التابعة للقطاع. بورتريه.. المعارضة التي قلمت السلطة أظافرها بين خليدة تومي ومسعودي مسافة ليست كبيرة وتاريخ لم يتغير كثيرا إلا مقدار ما تغيرت وفقه الجزائر، ظلت فيه دائما السيدة الشقراء وفية لمبادئها وتوجهاتها حتى بعد انتقالها من صفوف المعارضة إلى السلطة، اسم يحيل على تاريخ طويل من النضال في صفوف المعارضة بداية من الحركة النسوية في الثمانينيات من القرن الماضي وصولا إلى حزب التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية "الأرسيدي" قبل أن يدخلها الرئيس بوتفليقة بيت الطاعة وتقلم السلطة أظافرها وتنقلب من المعارضة الراديكالية للنظام إلى الناطق الرسمي باسمه، بل وأكبر المدافعين عن إنجازاته، بعد أن قررت أن تدخل "مدرسة بوتفليقة التي هي سليلة المدرسة البومدينية"، كما صرحت به غداة تعيينها على رأس الثقافة في الجزائر بعد أن طلقها الارسيدي. الوزير تومي من مواليد 1958 بعين بسام، من المناضلات التاريخيات للحركة النسوية في الجزائر، تخرجت من المدرسة العليا للأساتذة بالجزائر، درّست مادة الرياضيات في ثلاث ثانويات بالعاصمة إلى غاية 1993، منطق الرياضيات الذي خبرته تومي ساعدها على تجاوز كل العقبات التي اعترضتها طيلة تظاهرة 2007، كما استفادت من سنوات المعارضة والحنكة السياسية في تسيير الملفات والأزمات سواء داخل الوزارة أو في المحيط السياسي. هي المرأة المشاكسة التي تدافع عن أرائها إلى حد الشراسة، صفة اكتسبتها الوزيرة من أيام الجامعة إذ كانت في 1980 وهي لا تزال طالبة بجامعة الجزائر أول من أنشأت التجمع النسوي الأول بجامعة الجزائر، الذي طالب بسحب التعليمة الوزارية التي تمنع بموجبها النساء الجزائريات الخروج أو المغادرة إلى الخارج بدون رخصة أو مرافق، في سنة 1981 تشارك في الصفوف الأمامية في التظاهرات المنظمة، بغرض رفض المصادقة على مشروع قانون الأسرة، الذي كان محل مناقشات في جلسات مغلقة بالمجلس الشعبي الوطني، في 1982 كانت من بين المؤسسات للجنة التي أُنشئت مباشرة بعد التظاهرات الأخيرة مقدمة فيها إصدار شكوى لفائدة حقوق المرأة.. في تعدد الزوجات"، في مارس1985، كانت عضوا مؤسسا للمكتب المدير لأول رابطة جزائرية لحقوق الإنسان من المؤسسات الأوائل ورئيسة الجمعية المستقلة الأولى للنساء الجزائريات، كما كانت تومي من المناضلات المساهمات في إلغاء القانون الذي يتيح للرجل التصويت في مكان زوجته، وقد برز حينها دور تومي بشكل لافت من خلال جمعية "راشدة" التي نددت بالحقرة، كما كانت تومي عام 1992 من بين المؤسسات للفرع النسوي للجنة الوطنية لإنقاذ الجزائر وكانت من بين أعضاء اللجنة التنظيمية للمظاهرات ضد تأسيس ما يسمى بالدولة الإسلامية، لتستدعى في افريل من طرف الرئيس الراحل محمد بوضياف لتكون عضوا في المجلس الاستشاري الوطني، انتخبت في جوان 1997 نائبا عن حزب الارسيدي قبل أن تنتخب فبما بعد نائب رئيس وطني مكلفة بقضايا المرأة وحقوق الإنسان عن نفس الحزب الذي قاد معارضة شرسة ضد النظام والرئيس بوتفليقة تحديدا. في ماي 2000، أصبحت نائبا لرئيس اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية، في جوان من نفس السنة انتخبت رئيسة للكتلة البرلمانية لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وسرعان ما طردت من الحزب المذكور لاختلافها مع الخط السياسي المتبع آنذاك من قبل الحزب، سنتين من بعد تُعيّن تومي على رأس وزارة الاتصال والثقافة وتكون ناطقا رسميا للحكومة ثم وزيرة للثقافة. وقد نجحت حتى الآن في إزاحة كل الخصوم وإحداث تغييرات في قطاعها حتى بالنسبة للأشخاص الذين يوصفون بالقوة والنفوذ.. على الساخن س: خليدة تومي متهمة "بالردة السياسية " عند الكثيرين، ما تعليقكم؟ ج: الردة مفهوم ديني، وإذا كان هدف هؤلاء إقامة الحد في حقي فأقول لهم الله يتولى السرائر. س: ما الفرق بين خليدة مسعودي بالأمس وخليدة تومي اليوم؟ ج: نفس الشخص بدون أي تغيير. س : لماذا طلقت الأرسيدي؟ ج : لم أنسحب بل طُردت وأُقصيت. س: هل تنتخب الوزيرة، بالرغم من تطليقها المنابر السياسية؟ ج: نعم، بالتأكيد فهو حق دستوري. س: على من تنتخب مناضلة الأرسيدي؟ ج: الاقتراع عملية سرية، وأحتفظ بذلك لنفسي. س: ما تقييمكم للمنظومة التربوية، وأنتم من شغل منصب نائب رئيس لجنة الإصلاح يوما؟ ج: لا يحق لي التقييم. س: ما موقف خليدة تومي من العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة؟ ج: أدعم العهدة الثالثة والرابعة والخامسة. س: أحسن شخصية سياسية تستحق احترام خليدة تومي؟ ج: الشهيد العربي بن مهيدي. س: ما قصة الوزيرة مع اللغة العربية، وكيف تمكّنت من لغة الضاد؟ ج: كنت أستاذة رياضيات وتفكيري الرياضي كان سندا لي في تحسين لغتي العربية. س: أسعد حدث في حياة خليدة المرأة والوزيرة؟ ج: يوم حصلت على أول منحة مكّنتني من شراء أول هدية لوالدي. س: وما كانت هديتك للوالدين؟ ج: طاقم قهوة، اشتريته من محل عزيز من عين بسام. س: أسوء حدث مر على الوزيرة؟ ج: يوم وفاة والدي. س: ماذا تمثل "الشروق اليومي" بالنسبة إليك؟ ج: أتمنى للجريدة المزيد من النجاح والوصول إلى قمة الاحترافية. س: شوهدت خليدة تومي مؤخرا في حي شعبي "لروطونجي"، صحيح؟وما سر ذلك؟ ج: صحيح، وبالتحديد عند ملك اللوبيا. س: أحسن أكلة تفضلها الوزيرة؟ ج: كل شيء بسيط لا يمت بعلاقة للحوم. س: الوزيرة نباتية؟ ج: نعم نباتية. أدار الندوة: آسيا شلابي/زهية منصر/سميرة بلعمري/ م.بغداد/ نوال بليلي/أمال عزيرية/زين العابدين جبارة