يحضر 40 كاتبا وباحثا من الجزائر وعدة بلدان عربية وأجنبية، لإصدار كتاب تشرف عليه وسيلة تامزالي، يرصد تحولات المنطقة في الأشهر الأخيرة ضمن ما سمي ب”ثورات الربيع العربي”، ومكان الجزائر من هذا ”الحراك” ينتظر خروجه إلى الأسواق في الثاني مارس المقبل في العاصمة الفرنسية، على أن يتواجد بمعرض باريس الدولي للكتاب ابتداء من الثامن مارس· وشارك في تأليف الكتاب الذي ينتظر صدور طبعة منه في الجزائروتونس، كتاب من لبنان وكندا وتونسوالجزائر وفرنسا، من بينهم هدى بركات ولينا بن مهني وعزيز شواقي ومحمد قاسيمي وسميرة نقروش، وسعيد خطيبي وواسيني الأعرج وفوزية أسعد ومهدي بن وعطية وميشال فيتوسي وآخرون· ويرتقب أن يدلي هؤلاء بآرائهم حول ما عرفته بعض البلدان العربية بعد سقوط أنظمتها على غرار تونس وليبيا ومصر، وصولا إلى اليمن والبحرين وسوريا· ومن هنا، تبرز العديد من التحليلات حول ”الربيع العربي” الذي كان في وقت سابق، محل دراسة ونقاش في الجزائر في إطار الطبعة الماضية للمعرض الدولي للكتاب، حيث ذهبت العديد من الآراء إلى أن التغيير الذي طرأ كان نتاج الحركة الشعبية الثورية التي قادها شباب عاديون، وبعضهم مهيكل ضمن تنظيمات أثبتت فعاليتها في تحريك الشارع· أما الطرف المقابل، فيعتقد أن ”الربيع العربي”، هو مجرد ”مؤامرة خارجية” تحيكها تلك الدول والجهات التي عرفت دوما بمواقفها حيال المنطقة، ورغبتها في ”تغيير بعض الأنظمة” التي لم تعد تخدم مصالحها، أو إعادة ترتيب الخريطة السياسية للمنطقة العربية بالشكل الذي يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم الغربي ”الرأسمالي” أو ما يعرف حاليا ب”أزمة اليورو”·
من ناحية أخرى، سجل الملتقى الدولي الذي احتضنته المكتبة الوطنية الجزائرية قبل أشهر تحت عنوان ”العالم العربي في غليان·· ثورات أم انتفاضات” أن ”الثورات العربية” لم تحسم بعد ولا يجب الحديث عنها كما لو أنها انتهت·
وقال واسيني الأعرج، إن ”التناول الروائي العربي لموضوع الربيع العربي يمكن أن يكون أكثر دسامة، طالما أن الكتاب يعايشون الأحداث مباشرة، ويتواصلون باستمرار مع شباب الثورات”، فيما ذهب الكاتب اللبناني إسكندر حبش إلى الحديث عن ”ممارسة الأدب لسلطة الكتابة”، موضحا أن الأديب يكتب لتحرير نفسه من الداخل أولا، وذلك بالتزامن مع تطلعه للتأثير على المجتمع· وقال إن هناك هوة بين الشارع العربي والمتحكمين في دواليب السلطة في الشق الخاص بإدارة التحولات بارتساماتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ما قد يزيد من تعميق الفجوات ويفرض تحديا مضاعفا لتجاوز الثغرات، على حد تعبيره·