قلل عبد الناصر شماطة رئيس وحدة إدارة الأزمات بالمجلس الانتقالي الليبي، من أهمية ما يتردد عن وجود صراع مشتعل بين ”الإسلاميين” والعلمانيين في ليبيا، مشيرا إلى أن الأمر لا يتجاوز وجود تباينات في الرؤى بين الطرفين لاتصل إلى حد وجود خلافات بينهم حول الشريعة الإسلامية، باعتبارها تحظى بتوافق ودعم جميع ألوان الطيفي الليبي· وقال المسؤولي الليبي في حوار لموقع ”الإسلام اليوم” نشر أمس، إنه لا يرى أي حرج من أن ”الإسلاميين” الليبيين سيكونون فرس الرهان خلال الانتخابات التشريعية القادمة، ويكررون نفس السيناريو الذي حدث في تونس ومصر والمغرب، لافتا إلى أنه لا يجد أي مبرر لحالة ”الفوبيا” من وصول ”الإسلاميين” للسلطة، فجميع البلدان العربية جربت الاشتراكيين والرأسماليين والليبراليين والعلمانيين، فلماذا لا نجرب ”الإسلاميين” وبعدها يكون التقييم؟· وقال المتحدث ”بكل تأكيد، فالنتائج التي حققها الإسلاميون في تونس عبر حزب النهضة، وفي مصر عبر الإخوان المسلمين والسلفيين، مرشحة للتكرار في ليبيا بكل تأكيد، حيث سيجني الإسلاميون في ليبيا، إخوانا وسلفيين، ثمار 40 عاما من التهميش والإقصاء والحظر، بل إنهم سيحصدون ثمار التضحيات الجمة التي قدموها لإنهاء حكم العقيد، وأنا هنا لأرى مشكلة في أن يحكم الإسلاميون ليبيا، مادام ذلك سيتم عبر الصندوق، فنحن جربنا الرأسماليين والاشتراكيين والقوميين، فلماذا لا نعطي الإسلاميين الفرصة، ما داموا أعلنوا قبولهم بقواعد اللعبة الديمقراطية، وبمبدأ التعددية السياسية، وقدموا تطمينات للجميع، وهو خطاب أظنه نجح في تبديد مخاوف بعض القوى السياسية المتوجسة بشدة من هذا الصعود الإسلامي اللافت”· في السياق ذاته، نفى شماطة وجود أي قوات أمريكية في أحدى القواعد الليبية، معتبرا الأمر غير صحيح، جملة وتفصيلا، ولا يتجاوز وجود بعض الشركات الأمنية التي تقوم بتدريب وحدات الشرطة والجيش· كما استبعد وجود أزمة بين القاهرة وطرابلس على خلفية رفض الأولى لوجود أي قوات غربية في ليبيا، مشيرا إلى أن زيارة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري لليبيا قد حققت عددا من أهدافها، في إطار العلاقات الإستراتيجية بين البلدين·
من ناحية أخرى، تحت شماطة عن العلاقات مع دو الجوار، وقال إن ”الجزائر دولة وشقيقة وجارة، ولنا علاقات تاريخية وأواصر قربى معها منذ زمن طويل·· صحيح أنه علاقاتها بالمجلس الانتقالي مرت بحالة من التوتر، على إثر تحفظها على ثورة السابع عشر من فبراير، ولكن هذا الأمر صار من الماضي، بل إن هناك حرصا من الطرفين على تجاوز هذا التوتر، عبر الزيارات المتبادلة، ومن ثم فإن علاقات البلدين في طريقها للتطبيع وطي صفحة الخلافات”، على حد تعبيره·