صدر حديثا عن منشورات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية كتاب جديد للباحث الدكتور شريبط أحمد شريبط؛ أستاذ الأدب الجزائري بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة، تحت عنوان ”كتاب جميلة بوحيرد”· ويحتوي الإصدار على العديد من القصائد والأعمال الأدبية التي أبدعت تخليدا لأسطورة النضال الجزائري وتولت تصدير الكتاب للقراء وزيرة الثقافة الأستاذة خليدة تومي؛ وقالت في البداية ”إنه لمن دواعي البهجة، والاعتزاز أن أدعى إلى تقديم هذا الكتاب القيّم الذي خصه الباحث الجاد الأستاذ شريبط أحمد شريبط للمجاهدة البطلة جميلة بوحيرد، وعليه؛ فبأي الكلمات يمكنني أن أقدم هذا السفر النفيس المكتنز بلآلئ الشعر المجنح الذي صاغ بإبداعية فائقة ملحمة العنفوان والاستبسال لامرأة بحجم وعظمة الفدائية جميلة بوحيرد التي دوى اسمها في الآفاق وترددت بطولاتها على مسمع الكون، فنالت بحق شرف التمجيد والتخليد··”· وعرجت الوزيرة على الأصداء الكبيرة التي لقيها نضال البطلة جميلة بوحيرد في العالم العربي، وختمت تصديرها للكتاب بالقول ”وإن تكن من كلمة أخيرة في هذا المقام، فإننا نهنئ الباحث على هذا الإنجاز المعرفي الهام الذي يضاف إلى الرصيد الثمين للقارئ، وإلى فضاءات المطالعة العمومية· ومن محاسن الصدف أن يتزامن صدور هذا الكتاب مع احتفالات بلادنا بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وما أجلها من مناسبة، ونحن نقدّم للقراء كتابا حول بطلة من بطلات الجزائر، التي سميت بعدّة ألقاب مثل جان دارك العرب، آية الفداء، شمس السلام، الشمعة المصلوبة، وغيرها من الأوصاف ذائعة الصيت”· وتحدث الدكتور شريبط في مستهل مقدمة الكتاب عن الدور الكبير الذي لعبته الثورة الجزائرية، وذكر أنه ”كان للشعر إقبال كبير على احتضان قيم، ومبادئ الثورة الجزائرية، وبطولات رجالها ونسائها، حتى إنه يمكننا القول دون مبالغة أو مواربة إنه لا يوجد شاعر عربي من المحيط إلى الخليج عاصر انفجارات الثورة الجزائرية، ولم تهزه أحداثها ويتفاعل معها، فيكتب فيها قصيدة أو أكثر، بل يوجد من الشعراء من كتب ديوانا كاملا في الثورة الجزائرية، ويوجد من الشعراء العرب من علا صيته وكاد اسمه يقترن بالثورة الجزائرية، ومنهم الشاعر السوري الثوري ذو الشهرة الواسعة سليمان العيسى”· وأكد أن اسم الفدائية جميلة بوحيرد نال حظا وافرا من الشهرة والانتشار، متطرقا إلى الصعوبات التي اعترضت دروبه في سبيل النهوض بهذا العمل، وأبرزها تشتت المصادر وتنوعها، إضافة إلى قراءة عشرات الدواوين الشعرية والكتب والدوريات· ويقول المؤلف ”تمكنت من تذليل بعض هذه الصعوبات بالصبر مرة، وكان صبرا أيوبيا مثلما وصفه أحد الزملاء، حيث كنت أثناء التنقيب عن مادة هذا العمل، ومازلت إلى الآن أقاسي الأمرّين بسبب احتلال بضعة أمراض لبعض أعضاء جسدي، وهي الفشل الكلوي الحاد، ومرض السكري، وضيق في شرايين القلب، والفيروس الكبدي، ولذلك فقد أرغمت إرغاما على دخول بعض مستشفيات عنابة، والإقامة في بعض مصحاتها”· ويضيف صاحب الكتاب ”وفائي لرموز الثورة الجزائرية وتقديري العظيم لتضحيات الثوار الكبيرة في سبيل تحرير بلادنا من ربقة الاستعمار، وظلمه الجائر، ونهبه لخيرات بلادنا، واستعباده للإنسان الجزائري الحر، كان يدفعني دفعا إلى مواصلة العمل ورقة ورقة، وأحيانا سطرا فسطرا إلى أن استوى العمل على هذا الشكل”·