حذّر منسق الأممالمتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، من أن هناك خطراً آنياً محدقاً باستئناف العدوان الصهيوني على قطاع غزة على الرغم من الهدنة القائمة حالياً. القسم الدولي وقال سيري في الجلسة الشهرية التي يعقدها مجلس الأمن لمتابعة التطورات في الشرق الأوسط:بعد مرور شهر على إعلان الهدنة أحادية الجانب لا نزال نفتقد التوصل إلى وقف دائم ورسمي لإطلاق النار وهناك خطر آني محدق بالعودة إلى الظروف غير المستقرة التي كانت سائدة العام الماضي أو حتى تجدد العنف وتكرار الدمار، وفقاً لشام برس. وأضاف أن الفصائل الفلسطينية قامت منذ توقف العدوان بهجمات وصفها بأنها غير مسؤولة وغير مقبولةعلى الكيان الصهيوني. ولم ينس سيري القول كذلك إن جيش الاحتلال الصهيوني قام بتنفيذ 19 غارة جوية على غزة دون حتّى أن يصف تلك الهجمات بأية نعوت. واعتبر أنه بات واضحاً أن نظاماً رسمياً لوقف إطلاق النار لن يصبح دائماً سوى إذا كان هناك تقدم أوسع نطاقاً بما في ذلك تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وتعاون مستمر لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة إلى جانب الوحدة الفلسطينية بين مختلف الفصائل. وكان المندوب الفلسطيني رياض منصور ذكر للصحافيين قبل بدء الجلسة أن الكيان الصهيوني غير مستعد للتوصل لاتفاق يثبت هدنة دائمة على الأرض ثم التعامل بعدها مع باقي القضايا بما في ذلك قضية شاليط وحقيقة أن الإسرائيليين يقومون بربط كافة المسائل معا تعد مؤشراً على عدم اهتمامهم بهدنة دائمة. وتطرّق سيري في كلمته إلى إعلان الكيان الصهيوني مصادرة أراض عربية في الضفة الغربية لبناء المزيد من المستوطنات عليها بقوله إن هذه المسألة ستلحق ضرراً بموقف الفلسطينيين الساعين إلى مواصلة العملية التفاوضية. وأوضح أن هناك زيادة بنسبة 69% في عدد المباني الجديدة المبنية في المستوطنات خلال عام 2008 عن العام الّذي سبقه وأن الكيان الصهيوني يخطّط لمصادرة 1700 هكتار من الأراضي الفلسطينية لتوسعة مستوطنة (عفرات) مكتفياً في النهاية بالقول أن هناك حاجة ماسة لمقاربة إقليمية شاملة تجاه سلام الشرق الأوسط والتي تتجسد في تنفيذ مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وفي ذات السياق أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي استعدادهما لصد أيّ عدوان صهيوني قد تقدم عليه قوات الاحتلال ويستهدف قطاع غزة. فقد أكد المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم جهوزية المقاومة للرد على أي اعتداء محتمل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. من جهته، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهابئأن رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت يريد أن ينهي حياته السياسية بسفك المزيد من الدماء الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب وحدة موقف فلسطيني وعربي وإسلامي داعم للمقاومة على أرض فلسطين ومساند لنضال الشعب الفلسطيني خاصة أن جميع محاولات التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار تصطدم بجدار الصد الصهيوني