أفاد جنرال باكستاني أجرى تحقيقا مطولا مع زوجات أسامة بن لادن بأن إحداهن هي من أوشت به بسبب الغيرة، ومكنت قوات خاصة أميركية من الفتك به ببلدة أبوت أباد شمالي باكستان في الثاني من ماي الماضي. وقد أجرى الجنرال المتقاعد شوكت قدير تحقيقا دام ثمانية أشهر زار خلاله المنزل الذي كان يقيم فيه بن لادن قبل تدميره في فيفري الماضي، وتحدث إلى أرامل بن لادن اللائي تم توقيفهن إثر الهجوم الأميركي على زعيم تنظيم القاعدة. وحسب نتائج التحقيق فإن بن لادن “الذي ضعف دوره وتم تهميشه في حركة القاعدة، كان ضحية مؤامرة من الحركة نفسها” التي استخدمت بحسبه زوجاته لتمكين الأميركيين من العثور على أثره. ويعتقد الجنرال قدير أنه “بعدما بدأت القوى العقلية لبن لادن تضعف منذ العام 2001، فكر أقرب مقربيه المصري أيمن الظواهري في استبعاده، حيث إن هذا الأخير ملّ نزوات بن لادن الخيالية من قبيل تفكيره في الاستيلاء على محطة نووية في باكستان”. وبعد سنوات من الفرار والتخفي في مناطق شمال غرب باكستان، قررت القاعدة إخفاء زعيمها في إبت آباد حيث شيدت له منزلا كبيرا استقر فيه مع اثنتين من نسائه والعديد من أطفالهما. وبحسب الجنرال فقد كان الجميع في هذا المنزل يعيش في وئام، لكن الأمور تغيرت في ربيع 2011 حين وصلت زوجة أخرى لبن لادن -سعودية الجنسية- تدعى خيرية تزوجها في ثمانينيات القرن الماضي ولم يرها منذ نهاية 2001، حيث لجأت إلى إيران ووضعت هناك قيد الإقامة الجبرية حتى نهاية 2010. ويؤكد قدير أن خيرية هي التي خانت بن لادن، وهو أيضا ما تعتقده إحدى زوجات بن لادن الأخريات وتدعى آمال وبلغته للمحققين. ويرى أن القاعدة -وعلى رأسها الظواهري- كانت تحرك عن بُعد خيرية لتوجيه الأميركيين باتجاه منزل إبت آباد لتسريع نهاية بن لادن. وأسهم اعتراض مكالمة هاتفية لخيرية في إقناع الأميركيين بأن بن لادن يعيش في المنزل. ويرى مراقبون أن هذه الرواية حول مقتل بن لادن تفتقر إلى الحجج، كما أن حولها شكوكا بشأن حياديتها حيث إن الجنرال قدير الذي برأ الجيش الباكستاني من التورط في مقتل بن لادن، اتُّهم فيما مضى بغض الطرف لسنوات عن وجود زعيم تنظيم القاعدة في إبت آباد القريبة من العاصمة إسلام آباد.