نفى سلاح الجو الباكستاني ما تناقلته وسائل إعلام عن أن دفاعه الجوي كان معطلا عمدا فجر الإثنين الماضي لتمكين طائرات أمريكية من اختراق أجواء باكستان وقتل زعيم تنظيم القاعدة بمدينة إبت آباد، في حين أسفرت تلك العملية عن توتر العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد. في هذه الأثناء نشرت واشنطن أشرطة فيديو لأسامة بن لادن عثر عليها بالمجمع الذي قتل فيه، وقالت إنه كان يدير تنظيمه بشكل فعال. وتزامن بيان سلاح الجو ذاك مع صدور أوامر من قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني بإجراء تحقيق حول الفشل الاستخباري للجيش ووكالة الاستخبارات الباكستانية في ما يتعلق بالعملية الأمريكية التي قتل فيها بن لادن.
ووعد كياني الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني بعد اجتماعه معهما بتسليم الحكومة نتائج التحقيق قريبا.
يأتي ذلك بينما تشهد العلاقات الأمريكيةالباكستانية توترا واضحا بعد مقتل بن لادن على يد قوات أمريكية قرب إسلام آباد، دون تنسيق مع المخابرات الباكستانية حسب ما تردد من مصادر مختلفة.
وقد طلبت واشنطن -وفقاً لما أوردته وسائل إعلام أمريكية- من إسلام آباد تقديم قائمة بأسماء مسؤولين باكستانيين كانوا على علم بوجود بن لادن في باكستان. كما أثارت هذه الأزمة جدلا في الداخل الباكستاني، حيث بدأت مطالبات سياسية وشعبية بتفسير رسمي للسماح بما اعتبر انتهاكا للسيادة الباكستانية من قبل الولاياتالمتحدة، وصدرت دعوات لاستقالة الرئيس الباكستاني ورئيس وزرائه.
ومن جهة أخرى، قال مسؤولون أمنيون باكستانيون رفيعو المستوى إن بن لادن ربما عاش في باكستان لما يزيد على سبع سنوات قبل قتله.
وبحسب محللين فإن من شأن هذا أن يزيد من غضب الولاياتالمتحدة على باكستان التي عاش فيها عدو واشنطن الأول كل هذه الفترة، وسط اتهامات من مسؤولين أمنيين أمريكيين بأنه كان تحت حماية مسؤولين استخباريين باكستانيين.
وذكرت أمل أحمد عبد الفتاح -وهي إحدى أرامل بن لادن- لمحققين باكستانيين أن زوجها عاش في قرية هاريبور الباكستانية قرابة عامين ونصف قبل أن ينتقل إلى منطقة إبت آباد التي قضى فيها خمس سنين.
إلى ذلك نشرت وزارة الدفاع الأمريكية خمسة أشرطة فيديو –بدون صوت- لبن لادن عثر عليها في البيت الذي قتل فيه بإبت آباد.
كما قال مسؤول في جهاز المخابرات الأمريكية إن المجمع الذي قتل فيه بن لادن كان مركزا "نشطا" للقيادة أشرف من خلاله زعيم القاعدة على إستراتيجية التنظيم وعملياته في كل مكان، وإنه "من الواضح أنه لم يكن مجرد مفكر إستراتيجي للجماعة".مضيفا أن المعلومات التي عثرت عليها القوات الأمريكية في المجمع تمثل أكبر كشف للمخابرات.