يفترض في الذين خانوا أوطانهم وشعوبهم التزام الصمت ··لا ·· بل الانتحار حرقا، لأن خيانة الوطن هي أكبر إثم وخطيئة تستوجب القتل، لذلك مطلوب من الحركى الاختفاء من حياتنا ومظاهرها، فمن العيب والعار على هؤلاء أن يصعدوا منابر عدو الأمس في لباس الضحية بعدما خانوا الجزائر والجزائريين· وجبهة التحرير التاريخية التي يحاولون تجريمها، هذه الجبهة هرم شامخ لا يمكن لهؤلاء الذين باعوا الجزائر إقناعنا بأنهم كانوا ضحاياها، وجبهة التحرير التاريخية كانت منبرا لكل أحرار العالم عندما أشعلت وقادت فتيل الجهاد المقدس ضد الاستعمار الفرنسي· كما لا يمكن لفرنسا ولا للحركى تمثيل الدور الهزيل الذي تابعنا بعض فصوله ومقدماته على القناة الفرنسية الثانية سهرة يوم الأحد، والأكيد أنها رسالة فرنسية واضحة تقدم لنا نموذجا لطريقة الاحتفالات المشتركة التي سوّق لها البعض بين الجزائر الرسمية وفرنسا الساركوزية· الفرنسيون يحاولون عبثا وفي كل مناسبة النيل من تاريخنا، والتشكيك فيه وفي رموزنا وفي الذين صنعوا تلك البطولات، لكن هذا لا يتم من فرنسا لوحدها بل بواسطة أذنابها وتُبّعها والموالين لها· لذلك نقول إن تاريخ فرنسا المشين لا يمكن تجاوزه ولا طيّه ولا نسيانه، ذاكرة الجزائريين لن تنسى·· شيابا وشبابا ما عاشوه وما سمعوه عن المجازر والتعذيب والتقتيل والتجويع والتفقير ·· سياسة مارستها فرنسا التي تحاول اليوم أن تظهر بالمدافع عن الحقوق والحريات والديمقراطية، والأكيد أن احتلال الجزائر جرى بعد الثورة الفرنسية وليس قبلها، تلك الثورة التي يقدمونها للعالم على أنها رمز الحريات والمساواة في العالم ··· ثم هاهي فرنسا تقدم لنا الخونة الذين لا ينسى الشعب ولا التاريخ جريمة خيانتهم لبلدهم وشعبهم على أنهم ضحايا جبهة التحرير الوطني، والحقيقة أن الخونة أي خونة لا يمكن أن يتحولوا في كل الأعراف والشرائع السماوية إلى ضحايا·