رأى المشاركون في ندوة خاصة أقامتها «دار الحكمة» مساء أول أمس في اتحاد الكتاب الجزائريين، لمناقشة كتاب محمد بغداد «الفتنة الصغرى»، أن هذا الإصدار يعد إضافة للمكتبة الجزائرية. وبالمقابل، أعاب البعض على الكاتب إغفاله العديد من التيارات الدينية وتركيزه فقط على الاتجاه السني من خلال استشهاده بأحاديث وفتاوى لمشايخ سنيين كالقرضاوي والبوطي وأحمد الرسيوني. كما أقصى «المدرسة الإباضية» الجزائرية في كل فصول كتابه. ويرصد كتاب «الفتنة الصغرى.. الفتوى الفقهية في زمن الثورات العربية»، مختلف الفتاوى التي أطلقت في إطار «ثورات الربيع العربي»، وتحدث فيه المؤلف عن التطورات والصراعات الحاصلة في الوطن العربي وعلاقتها بمدى قدرة النخب الدينية على التعاطي مع مشاكل المجتمع. ويعد الكتاب تكملة لكتاباته السابقة التي ترصد «تطور الفكر السياسي الديني بلغة بسيطة مباشرة تزاوج بين الرؤية الإعلامية والرؤية الثقافية». وعالج قضايا قديمة جديدة مثارة يتوجب الوقوف عندها وشرحها للرأي العام العربي، ويلخص لنا الخلاف الذي ظهر بين النخب الدينية خلال سنة من التغييرات التي عرفتها المنطقة العربية خصوصا دول تونس ومصر وليبيا التي عرفت سقوط حكامها، وعلاقة الفتوى بالعملية السياسية والثورات التي لم تلمس نتائجها إلى يومنا هذا. وتطرق الكاتب إلى «الربيع العربي» الذي أفرزت صعود تيارات «إسلامية» إلى السلطة كانت مغيبة أو محظورة في زمن الحكومات التي زالت بزوال حكمها. من جهة أخرى، جاء كتاب «الفتنة الصغرى» بخمسة عناوين رئيسية فيها وفق المشاركين في الندوة من الجمالية ما تحن له الأذن من أذكار الخروج ومنافحة عمودية والمرافعة الأفقية وعويل الصراخ وألم الصبر وصرامة السيف، ثم ختمه المؤلف بخاتمة تنبأ فيها باحتمالين اثنين، فقال «إما أن يكون الانهيار التراجيدي للمنظومة الفقهية الإسلامية ككل أو اندثار تراثها وزوال تأثيرها على الناس على أيدي الذين لا يفقهون في السياسة، أو الاحتمال الثاني وهو المزيد من التغلغل والسيطرة الذي ستحتله المنظومة الفقهية من حياة الناس».