إذا كان الحارس الأول للمنتخب الوطني الوناس فاواوي قد أسكت كل الأصوات التي طالبت بإبعاده من حراسة عرين الخضر بعدما شككوا في مستواه عقب مرحلة الفراغ الصعبة التي مر بها مع فريقه اتحاد عنابة في نهاية الموسم المنصرم، فإن قاواوي قد برهن للمرة الألف على أنه الحارس رقم واحد للخضر وهذا بعد الأداء البطولي لابن ذراع بن خدة مع التشكيلة الوطنية في المقابلات الثلاث الأخيرة ضد كل من رواندا ومصر وأخيرا زامبيا ضمن التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010حيث ساهم الحارس السابق لاتحاد عنابة بنسبة كبيرة في سلسلة النتائج الجد إيجابية التي حققتها تشكيلة سعدان. وبالمقابل فإن سعدان الذي ارتاح كثيرا لعودة قاواوي لمستواه المعهود في الوقت المناسب، مازال يعيش تحت ضغط كبير بسبب تواجد أربعة حراس ضمن تعداد التشكيلة الوطنية، ويتعلق الأمر بكل من فوزي شاوشي ونسيم أوسرير ومحمد بن حمو، حيث سيكون سعدان مجبرا على التضحية بحارس واحد من هؤلاء الثلاثة قبل استئناف التحضيرات في شهر أوت المقبل تحسبا لمباراة العودة ضد زامبيا بملعب 05جويلية. غير أن المسألة تبدوحساسة جدا بالنسبة فللكوشف سعدان وقد تؤثر على تماسك المجموعة في ظل تقارب مستوى الحراس الثلاثة، إضافة إلى التأويلات التي قد تصدر عقب الحسم في هذه المسألة خاصة بعد الضغوط الإعلامية المجنونة التي أعقبت استدعاء الحارس السابق لشبيبة القبائل فوزي شاوشي، والحملة التي قادها الشريف حناشي من أجل استدعاء حارسه. كل هذا أثار أعصاب سعدان في أكثر من مرةئ واعتبر ذلك تدخلا في صلاحياته رغم اعترافه بالمستوى الجيد الذي أظهره ابن برج منايل والحارس المقبل لوفاق سطيف. من جهة أخرى يرى المختصون أن سعدان تعامل بحنكة كبيرة مع هذه المسألة، خاصة في ظل هاجس العقوبة التي تهدد الحارس المخضرم الوناس قاواوي الذي يوجد تحت طائلة العقوبة بعد حصوله على إنذارين في المقابلتين الأخيرتين للخضر. كما زكت بعض الأطراف استدعاء سعدان للحارس الشاب والموهوب فوزي شاوشي، لكنها طالبت شاوشي بالمزيد من الانضباط خاصة وأن سعدان لا يتسامح إطلاقا في المسائل الانضباطية. وفي جميع الحالات فإن المنتخب الوطني سيكون الرابح الأكبر من هذه المنافسة القوية التي مكنت قاواوي من استعادة مستواه.