رغم ''تطور الحجاب'' في شكله ومضمونه الذي صار ''يضاهي أحدث صرعات الموضة الغربية''، ويفسر بعض المتابعين الأمر من باب ''هجمة مقصودة ونية مبيتة لتعرية المرأة المسلمة بناء على خلفيات عقائدية وإيديولوجية. يزال الجدل في العالم العربي والإسلامي قائما حول موضة جديدة للحجاب بدأت تنتشر بمسميات مختلفة، وأخذ الجدل عدة أوجه ما بين مؤيد ومعارض ومستهجن من قبل سيدات ورجال دين وتجار. فحجاب ''شوفني'' و''الإسبانيولي'' و''أبو نفخة''، هي الأوصاف التي يطلقها الشباب العرب على أنواع جديدة من الحجاب بدأت تنتشر بين الفتيات العربيات وتستر فيه الفتاة شعرها بغطاء للرأس، في حين تضع على وجهها مكياجا صارخا، وترتدي سروال جينز ضيق وهو ما أرجعه عدد من الخبراء والشباب بشكل رئيسي إلى ''الجهل بمواصفات الحجاب الشرعي وتعاليم الدين''، وانتشرت في الآونة الأخيرة أشكال متعددة للحجاب، وانتقد علماء دين وباحثون اجتماعيون مغاربة انتشار حجاب الموضة بشكل هائل في الأشهر القليلة الأخيرة لأنه يرسم معالم جسد الفتاة ويعرضه مثل أي لباس عار، ويلقب السعوديون والمغاربة والجزائريون حجاب ''الموضة'' بحجاب ''شوفوني'' بمعنى ''انظروا إلي''، في إشارة إلى أنه حجاب جذاب وملفت للأنظار يتميز بتناسق ألوانه الزاهية، وإمكانية ارتدائه مع سراويل وقمصان مختلفة تساير الموضة الحالية. كذلك انتشرت فتحة النقاب الصغيرة التي اتسعت لتشمل نصف الوجه وامتدت هذه ''التوسعات'' على البرقع لتشمل كامل الأنف، فضلا عن الطرحة المرمية على الرأس التي تغطي الوجه وتبرز بعضا من الرقبة. وفي الجزائر، أحدثت هذه ''الثورة'' الجديدة في الحجاب مؤسسة عالمية مملوكة لرجل أعمال أردني تعد ثالث أضخم الشركات العالمية في إنتاج اللباس الشرعي، وقد دخلت السوق الجزائرية قبل خمس سنوات فقط، وفتحت الشركة أول محل ضخم لبيع الحجاب في أحد شوارع العاصمة منذ عامين فقط وتوسعت إلى 7 محال بعد ذلك في مناطق مختلفة من الجزائر، توفر أنواعا فخمة من الحجاب بأشكال وألوان زاهية تنسجم مع فصول السنة الأربعة، ما جعل المحل يستقطب مئات الزبائن يوميا، ويثير في الوقت عينه تساؤلات ورفض فئة أخرى من المجتمع لنوعية الحجاب الذي يبيعه، وفي بلدان إسلامية أخرى، تحاول وتجتهد النسوة في إحداث تغييرات على الحجاب في شكله التقليدي، فالإيرانيات تخلين نوعا ما عن ''النقاب'' واكتفين بالخمار، في حين تمكنت الأفغانيات بعد رحيل نظام طالبان من تطليق ''التشادور''.. إلا أن ''التطورات'' الحاصلة في الحجاب لم تقنع أطرافا غربية، وفرنسا على الخصوص، وفسر كثير من العلماء الأمر بأن العلمانيين لايريدون المرأة المحجبة في مجتمعاتهم.. فهل يردونها عارية حتى يسمحوا لها بالاندماج في مجتمعاتهم