حب الموضة والسعي وراء كل ما هو جديد دفع بفتيات إلى تجريب كل ما أبدعته أيادي المصممين، ولأن الموضة طالت حتى الحجاب أصبحنا نرى أشكالا وألوانا مختلفة له أغلبها تقليد لما يعرض على شاشات التلفزيون أصبحت الفتيات ترتدين تنانير قصيرة وسراويل ضيقة وطورن في أسلوب لبس الخمار، فأبحن للرقبة بالظهور ولجزء من شعورهن الملونة والمسرحة بالخروج من الخمار، ليضفن لمسة على المساحيق التي زين بهاوجوههن، كلها مظاهر دفعت بالفتيات اللواتي لا يرتدين الحجاب إلى تجريبه باعتباره من الموضة، ولأن كل موضة لها وقت تلمع فيه ثم تختفي لم يدم ارتداء الفتيات الحجاب إلا فترة قصيرة أرضت غرورهن ثم نزعنه، وهذا ما فعلته وسام التي تبلغ من العمر 16 سنة، دفعها حبها للموضة إلى ارتداء كل ما هو جديد حتى وإن كان غريب الشكل، فأصحبت تصب كل اهتمامها على الموضة لدرجة أهملت فيها دراستها، وما أغرقها أكثر في عالم الموضة سفر والدها المتكرر الذي يقتني كل ما تطلبه منه ابنته، إلى أن وصل بها الحد إلى التفكير في ارتداء الحجاب أو بالأحرى تغيير مظهرها لتحصل على نيولوك مطابق لما تشاهده في القنوات العربية، فأتقنت في تقليدها لهن رغم رفض أمها لفكرة الحجاب على اعتبار أنها صغيرة، ولم تمض بضعة شهور حتى ملت وسام من هذا المظهر وبدأت تسعى للتغيير، فموضة الحجاب قد انتهت نفس الأمر قامت به مريم، وهي صديقة وسام وجارتها، ارتدت الحجاب عن اقتناع بعد أن حببتها أمها في الفكرة، ومع مرور الوقت بدأت تقلد صديقتها وسام في طريقة لبسها الحجاب، فظهرت بكل الأشكال التي تبين كامل أناقتها إلى أن ملت منه ورغبت في التغيير، فلم تستطع أمها منعها لتنزعه بعد أيام من نزع وسام له، تاركتان وراءهما استفهامات في الحي، ورغم التعليقات الصادرة من شباب الحي لم تتأثرا وواجهتا الموقف بعنف وألفاظ غير لائقة