أجمع سكان دوار بلعافية الواقع على بعد 5 كيلومترات عن مقر بلدية أغبال بولاية تيبازة، على حرمانهم من المشاريع التنموية التي زادت من معاناتهم، حيث لايزالون محرومون من المياه الصالحة للشرب التي يجلبونها من حوض مائي يقع على بعد كيلومترين عن مقر سكناهم بالاستعانة بأنابيب السقي الفلاحي وهو مايشكل خطرا كبيرا على صحتهم وسلامتهم نظرا لتلوث تلك المياه، فضلا عن مشكل التسرب المدرسي الذي بات يهدد المتمدرسين جراء غياب النقل المدرسي مما يجبر تلاميذ الطور المتوسط على قطع مسافة 5 كلم مشيا على الأقدام للوصول إلى المتوسطة الواقعة بلود اللوز بأغبال. وهدد أولياء تلاميذ الطور المتوسط بدوار بلعافية الواقع ببلدية أغبال بولاية تيبازة، بتوقيف أولادهم عن الدراسة بسبب عدم التزام سائق حافلة النقل المدرسي بنقل أبنائهم إلى المتوسطة الواقعة بلود اللوز بأغبال مما يجبرهم على قطع مسافة 5 كلم مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا في ظل البرودة الشديدة التي تميز المنطقة خلال هذه الأيام. وفي هذا الخصوص أعرب محدثونا عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من غياب النقل المدرسي رغم وجود حافلة خاصة بهم، حيث تقوم هذه الأخيرة حسب شهادات هؤلاء الأولياء بنقلهم مرة واحدة في الأسبوع مما يجبر أكثر من 100 تلميذ على قطع مسافة 5 كلم مشيا على الأقدام للوصول إلى متوسطتهم الواقعة بلود اللوز ببلدية أغبال متحملين بذلك متاعب وعناء التنقل، بسبب صعوبة الطريق الذي هو عبارة عن منعرجات صعبة وغير معبدة. وحسب عائلة يزة، فإن هذا الوضع أصبح يجبر التلاميذ على الاستيقاظ باكرا في حدود الساعة الخامسة صباحا للوصول في الوقت المحدد للدراسة. فيما عمد بعض الأولياء إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة، لا سيما منهم الإناث خشية تعرضهن للأذى أثناء عودتهن أو توجههن لمقاعد الدراسة. وفي هذا الشأن أشارت ذات العائلة إلى توقف التلميذ يزة سالم عن الدراسة بسبب هذا المشكل الذي تحول إلى هاجس كبير للتلاميذ وأوليائهم على حد سواء.. أولياء تلاميذ الطور المتوسط بدوار بلعافية الذين هددوا بتوقيف أبنائهم عن الدراسة، ناشدوا المسؤولين المحليين التدخل العاجل لتنظيم عملية نقل التلاميذ إلى متوسطتهم من أجل ضمان تمدرسهم العادي، لا سيما خلال فصل الشتاء. من جهة أخرى اشتكى سكان دوار بلعافية من حرمانهم من حقهم في التنمية المحلية التي لا أثر لها بالدوار حسب شهادات السكان الذين أشاروا في لقاء جمعهم ب«البلاد» بعين المكان إلى خطورة شربهم لمياه ملوثة يجلبونها على بعد كيلومترين بواسطة الأنابيب المستعملة في السقي الفلاحي من منطقة بني وارقشن. فيما يعمد باقي السكان إلى التزود بهذه المادة الحيوية بالاستعانة بالحمير. كما اشتكت العديد من العائلات من توقف مشروع ربط الدوار بشبكات الصرف الصحي منذ أكثر من خمس سنوات، حيث لا تزال جميعها تستعين بحفر العفن التي تفيض في الخلاء عند امتلائها بالمياه القذرة التي باتت تشكل خطرا كبيرا على صحة وسلامة السكان الذين يعتمدون في معيشتهم على الفلاحة الجبلية. وفي هذا الخصوص، أعرب العديد من الفلاحين عن تذمرهم من عدم استفادتهم من الدعم الفلاحي الذي اقتصر على منحهم صناديق نحل جميعها تقريبا ماتت. للإشارة، فإن هذا الدوار يضم أزيد من خمسين عائلة لا تزال جلها تعيش حياة البداوة والحرمان من أدنى مستلزمات العيش الكريم.