نعم هي حقيقة، روسيا موجودة في سوريا بسلاحها وخبرائها وفنييها العسكريين، موجودة في سوريا بقاعدتها العسكرية، وموجودة في سوريا بنظام حكم شاخ واهترأ! هل صحيح أن روسيا تقف في وجه الأطماع الغربية وتحافظ على القانون الدولي الذي يمنع التدخل في شؤون الدول؟ هل فعلا روسيا جمعية خيرية إلى هذا الحد؟ أم هو الجدار الأخير لروسيا في الشرق الوسط يوشك أن يتداعى لتكون اللطمة الأخيرة (للكريملين) في حوض البحر المتوسط؟ العناد الروسي في وجه كل المقترحات والتسويات التي لا تحافظ على النظام السوري وتعطي للشعب حق اختيار حاكميه وترفع عنه الغبن الذي فرضه النظام الطائفي الفاسد منذ أربعة عقود على الشعب السوري، هذا العناد هو فعلا بداية النهاية ليس للنظام السوري (لأن نهاية النظام السوري لم تعد مجال شك) ولكنه بداية النهاية للروس في كامل المنطقة العربية (باستثناء الجزائر التي ما تزال على شبه علاقة ما بروسيا) ومن ثم يتضح سرّ الحرص الروسي على موطئ قدمه في بلاد الشام لدرجة أن تحول (لافروف) إلى عرّاب حقيقي لبشار الأسد يدافع عنه في المحافل الدولية بشراسة غير معهودة. لقد أصيبَ بالذهول كلّ من استمع إلى سماحة (لافروف) حين قال «إن سقوط نظام الأسد يعني قيام دولة سُنّية في سوريا» نعم هكذا!! ولم نعلم إلى ساعتها أن (لافروف) من شيعة آل البيت ولا ينقصه سوى الجبة السوداء والعمامة المكورة على طريقة الملالي! لكن هناك من يقول إن سوريا ليست بهذا الشأن لدى الروس لولا أن قياصرة (الكريملين) يريدون مقايضة ناجحة ومربحة مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، يعني ارفعوا أيديكم عن إيران ونتساهل معكم بشأن سوريا! المحصلة أن الروس لا يريدون الخروج من معمعة الربيع العربي في سوريا خاليي الوفاض كما حصل لهم في ليبيا! هذه جملة أسباب لوجود (روسيا في سوريا)، ولكنّ هناك سببا لدى السيميائيين لم ينتبه إليه السياسيون وهو أن هيام روسيا بسوريا ليس لأسباب سياسية واستراتيجية عسكرية واقتصادية ولكن لسبب ذوقي سيميائي هو أن أحرف كلمة (روسيا) هي نفسها الأحرف المركبة لكلمة (سوريا)! ومن ثم حَرَنَتْ روسيا في سوريا!!!