أعلنت دمشق انتهاء «معركة إسقاط الدولة»، مؤكدة أن الجيش سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلم فيها «دون اتفاقات». وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة، «وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الإصلاح والتطوير، ومنع الآخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة والمضي إلى سوريا المتجددة، من الوصول إلى أهدافهم»، مضيفا في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية «سانا» أمس، أن سوريا تخوض معركة دبلوماسية مع «عالم غربي معادٍ لها»، لكن من مصلحتها إنجاح مهمة عنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع وهو متأكد مما يقوله. وفي الشأن الميداني، أكد مقدسي أن الجيش ليس فرحا بالوجود في الأماكن السكنية وسيغادر ما إن يتم إحلال الأمن والسلم ودون اتفاقات. وفي الأثناء، تستضيف الرياض منتدى التعاون الإستراتيجي الخليجي الأمريكي على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون ونظيرتهم الأمريكية هيلاري كلينتون، لبحث التعاون بين الجانبين، إضافة إلى القضايا الإقليمية البارزة ومن بينها الملف السوري. وكان العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز أجرى مباحثات مع كلينتون، تناولت آخر تطورات الملف السوري. وأعلن مصدر رسمي سعودي أن الملك بحث مع كلينتون في الرياض مجمل التطورات التي شهدتها الساحتان الإقليمية والدولية، بما فيها آخر المستجدات في الأزمة السورية. وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده ستزيد دعمها للمعارضة السياسية خارج وداخل سوريا. وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها لندن دعمها للمعارضة السورية بالداخل. ومن جهته، حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو النظام السوري من إجراءات دولية قوية إذا لم يطبق خطة عنان، واعتبر الخطة الفرصةَ الأخيرة أمام نظام الرئيس بشار الأسد. في السياق ذاته، قال دبلوماسيون إن الأممالمتحدة تعتزم نشر 250 مراقبا في سوريا في حال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وطلبت المنظمة الدولية من دمشق السماح لها بإرسال خبراء لدراسة هذا الانتشار لكنها لم تتلق ردا من الحكومة السورية حتى الآن. وكان أحمد فوزي المتحدث باسم عنان؛ دعا الأسد إلى المبادرة لوقف العنف فورا، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان الرئيس السوري قبوله بالخطة التي طرحها عنان، وتدعو إلى وقف إطلاق النار تحت إشراف مراقبين من الأممالمتحدة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. من ناحية أخرى، أكد عضو المجلس الوطني السوري المعارض وليد البني أن «تنحي الرئيس بشار الأسد مسؤولية الشعب السوري»، مشيرا إلى أن تطبيق النظام لخطة المبعوث الأممي العربي كوفي عنان «سيجعل التظاهرات الشعبية تصل إلى قصر الأسد وتقتلعه».ورأى البني، في تصريحات لصحيفة «الرأي» الكويتية في عددها الصادر أمس، أن النظام السوري «يعمل على تقطيع الوقت كما فعل بالمبادرة العربية ويحاول استغلال المبادرة الأممية كما فعل مع الحلول العربية»، مشددا على أن مؤتمر أصدقاء سورية الذي يعقد في اسطنبول اليوم «سيفضي إلى قرارات مختلفة»، مطالبا زعماء القمة العربية ب«الضغط على الأسد لسحب عصاباته من المدن والتعاون الكامل مع خطة المبعوث الأممي العربي». وكشف البني عن نية المعارضة السورية عقد مؤتمر خلال الأسابيع المقبلة ستطرح فيه النتائج التي تم التوصل إليها بشأن إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري ووحدة المعارضة.