عبد العزيز بلخادم إلى أين: إلى المجد.. أو إلى البيت؟! يعيش عبد العزيز بلخادم هذه الأيام مرحلة صعبة على رأس الحزب العتيد، بعد أن بلغه أن بعض رفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية شرعوا في جمع التوقيعات المطلوبة للإطاحة برأسه على خلفية إبعادهم من سباق الترشح للانتخابات التشريعية القادمة. وإذا كانت هكذا حملات معروفة ومشهودة في الحزب العتيد منذ ما حدث للراحلين مساعدية ومهري، ومن بعدهما علي بن فليس، فإن الذي يحصل اليوم مع بلخادم يبدو مغايرا من زوايا ثلاث: الأولى أنه لم يسو مشكلة التقويمية حتى اندلعت ضده الحملة الجديدة التي «يقولون» إن وراءها أعضاء من المكتب السياسي، وبالتالي فالرجل يجد نفسه بين فكي كماشة! الثانية، أن «الزوبعة» ثارت أسابيع قليلة قبل الانتخابات التشريعية الحاسمة في مصير الحزب، وهناك تهديدات من بضع القياديين بالتشويش على قوائم الحزب، مع ما يعنيه الأمر من إضعاف لحظوظ الحزب في البقاء كقوة سياسية أولى، وقد تعهد بلخادم نفسه بالاستقالة إذا لم يحقق هذا الهدف! أما الزاوية الثالثة، فهي ما تنقله بعض الصحافة من أن الرئيس بوتفليقة قد تخلى فعلا عن «ممثله الشخصي»، ويمكن قراءة ذلك من «التوضيح» الذي قدمته رئاسة الجمهورية بشأن مشاركة بلخادم في منتدى «خمسينية الاستقلال» في مارسيليا، حيث ذكر البيان الرئاسي أن السيد بلخادم يشارك بصفته أمينا عاما للأفلان وليس بصفة أخرى! لقد كان واضحا منذ اليوم الأول لاندلاع شرارة ما يسمى بالربيع العربي الذي أفضى لاحقا إلى ربيع إسلامي في الانتخابات التي شهدتها الأقطار المعنية، أن الأنظار ستحول جميعها إلى الجزائر، وما ستؤول إليه الانتخابات التشريعية، وبأكثر دقة إلى حصيلة جبهة التحرير فيها، في ظل حديث البعض عن «حتمية» انتقال الربيع الإسلامي إلى الجزائر. هذا التركيز على الجزائر هو الذي جعل قيادة الأفلان تحت الضغط، وبلخادم تحديدا، حيث وجد نفسه مطالبا بإيجاد الوصفة السحرية التي تضمن عبورا «آمنا» للانتخابات، وبالفعل لم يتأخر كثيرا في الاهتداء إلى أن الحل الأسلم هو التغيير، فلم يتردد في قلب الطاولة على الجميع، بمن فيهم أصدقاؤه ومقربوه الذين رافقوه منذ أيام تصحيحية 2003. نعم، بلخادم قام بثورة حقيقية، حيث ستكون تركيبة المجموعة البرلمانية للحزب في العهدة التشريعية السابعة جديدة بنسبة 95 في المئة، وذلك لأول مرة في تاريخ الحزب العتيد، وربما في تاريخ جميع الأحزاب، لكن السؤال: كيف ستكون حصيلة الحزب العتيد في تشريعيات مايو القادم؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، فإذا حقق نتيجة تفوق أو تساوي أو تقارب الحصيلة السابقة (حوالي 136 نائبا) فإنه سيكون في أريحية تامة، ولن يقدر الغاضبون على سحب البساط من تحت قدميه، أما إذا خسر الانتخابات، فإن الطريق الوحيد الذي سيجده ممكنا أمامه: هو الطريق إلى بيته!