انطلقت ب«قاعة كوسموس» في العاصمة، مساء أول أمس، أيام الفيلم المتوسطي التي تنظمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بعرض فيلم «حدث ذات مرة في الأناضول» للمخرج التركي «نوري بيلج سيلان» الذي حضر العرض. ويتناول هذا العمل الذي فاز بجائزة التحكيم في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» على مدى 157 دقيقة؛ وقائع تحقيق للشرطة حول جريمة قتل حيث تصطحب المتهم إلى سهوب الأناضول لإدلاء على مكان دفن الضحية. وأثناء البحث؛ يتأكد أن المجرم يحاول التماطل بنقل الشرطة من مكان لآخر، حيث تظهر خلال الرحلة الرهيبة أدلة عديدة تنذر بفظاعة الحقيقة. وبإمكان محبي السينما التمتع خلال هذه التظاهرة التي تجري تحت شعار «المتوسط أرض السينما» وتستمر إلى غاية السابع من الشهر الجاري، التمتع بمشاهدة 18 فيلما تمثل مختلف توجهات السينما في ضفتي المتوسط. وتضم هذه المجموعة من الأفلام بين الأفلام التجارية ذات النجاح الجماهيري الكبير وأفلام «المؤلف»، حيث أوضح المنظمون أنهم حرصوا في اختيار الأفلام على إيجاد توازن حتى تمثل تقريبا كل دول المتوسط، مع التأكيد على عامل الحداثة. وستشهد قاعاتا «ألفا» و«بيتا» ب«سينما كوسموس» في «ديوان رياض الفتح»؛ عرض 18 فيلما تعد سفيرة بلدان المتوسط من خلال تنوعها وثرائها وقيمتها الفنية، إضافة إلى شهرة ومهنية مخرجيها الذين سينزل عشرة منهم ضيوفا على هذه التظاهرة للقاء الجمهور ومحبي «الفن السابع»، وأيضا المساهمة في الدروس السينمائية المبرمجة على هامش العروض. ومن بين الأفلام المبرمجة «خروج من القاهرة» للمخرج هشام الصاوي الذي يطرح واقع الحياة القاهرية في الوقت الحالي عبر قصة مؤثرة وجريئة على خلفية الخلافات الدينية من خلال قصة حب بين فتاة قبطية وشاب مسلم. وبرمج أيضا فيلم « فيش إن شيبس» للمخرج الإنجليزي ذي الأصول اليونانية «الياس ديميتريوس» الذي يطرح موضوع خاص بالهوية، إلى جانب فيلم «عفو» للمخرج الألباني «بوجار اليماني»، وهو الشريط الطويل الأول لهذا الفنان التشكيلي الذي تحول من الريشة إلى «الكاميرا»، وحاول برقة الرسام اقتحام عالم السجون وأهواله. ويشاهد الجمهور أيضا بهذه المناسبة؛ فيلما سوريا للمخرج محمد عبد العزيز تحت عنوان «دمشق مع حبي» و«نورمال» للجزائري مرزاق علواش. من ناحية أخرى، تنظم على هامش العروض ورشات ودروس في السينما موجهة بالدرجة الأولى لطلبة المعهد العالي لمهن وفنون السينما ومعهد «أولاد فايت» في الجزائر العاصمة، يرشف عليها مختصون ومشاركون في التظاهرة.