تمكنت مصالح الأمن بأرزيو من الوصول إلى خيوط إحدى أنشط الشبكات الدولية في مجال الهجرة السرية، بعدما أوقفت شابين من مدينة مغنية يخضعان في الظرف الراهن للتحقيق القضائي.أكدت مصادر أمنية ل«البلاد»، أن نشاطها يمتد إلى خارج الحدود وبالضبط إلى المدن المغربية المجاورة للجزائر كمدينة وجدة، حيث تقوم بضمان نقل عدد كبير من العمال الآسويين بطريقة غير شرعية إلى مدينة أرزيو لتوظيفهم بالمنطقة الصناعية. أكدت مصادر موثوقة ل«البلاد»، أن تحقيقا أمنيا جديدا على مستوى العديد من الوحدات الصناعية التابعة لمؤسسة سوناطراك، خاصة بعض مؤسسات المناولة التي توظف مجموعة كبيرة من اليد العاملة الأجنبية أغلبها من البلدان الآسيوية مثل بنغلاداش والفلبين. وهو التحقيق الذي فجرته الاحتجاجات المستمرة لعدد كبير من الشباب بأغلب البلديات المجاورة للمنطقة الصناعية بأرزيو، حيث يتهم أبناء المنطقة كل المسؤولين المحليين بتجاهل حقهم في التوظيف والاعتماد على اليد الأجنبية. وكشفت التحريات الأولى وجود شبكة حقيقية تنشط في الجهة الغربية بالتنسيق مع أشخاص من المغرب تقوم بجلب هؤلاء الأجانب وتسهيل مهمة انتقالهم إلى الوحدات الصناعية بغرض توظيفهم مقابل أجرة شهرية زهيدة جدا، وهو الوضع الذي يطرح أكثر من علامة استفهام على طرق التوظيف على مستوى المنطقة الصناعية بأرزيو. وعلمت «البلاد» من مصادر مطلعة، أن وكيل الجمهورية لدى محكمة أرزيو أمر نهار أمس بوضع الشابين القاطنين بمدينة مغنية اللذين تم إيداعهما الحبس المؤقت بتهمة التورط في هذه الشبكة، فيما يبقى التحقيق متواصلا مع بعض العمال ممن يشتبه في دخولهم إلى التراب الوطني بطريقة غير شرعية. وتنشط على مستوى المؤسسات الصناعية التابعة لمؤسسة سوناطراك أزيد من 120 مؤسسة مناولة، إضافة إلى مجموعة أخرى من المؤسسات الأجنبية يعتمد أغلبها على عمال أجانب تستقدمهم من بعض البلدان المعروفة بمشاكلها الاقتصادية. وكانت مجموعة أوراسكوم قد حطمت الرقم القياسي في استقدام اليد العاملة الأجنبية لما قامت بتوظيف أزيد من ألف عامل مصري في مشروعها المنجز مؤخرا والمتعلق بوحدة إنتاج مادة الأزوت. واكتشفت المفتشية الولائية للعمل من خلال تحقيقات إدارية أجرتها منذ عامين وجود العشرات من هؤلاء العمال الذين يشتغلون بطريقة غير شرعية بسبب عدم حيازتهم على ترخيص مسبق للعمل في الجزائر، وهي القضية التي تبقى متواصلة إلى حد الساعة وتصنع الحدث بالمنطقة الصناعية بأرزيو مما أدى إلى حدوث انفجار في أوساط الشباب البطال بالبلديات الواقعة في الجهة الشرقية من عاصمة الغرب الجزائري.