تحولت مكاتب التشغيل بأرزيو وبطيوة في اليومين الأخيرين إلى محج لمئات البطالين الذين ظلوا يتدفقون عليها من أجل طلب منصب عمل على مستوى المنطقة الصناعية التابعة لمؤسسة سوناطراك. ويأتي ذلك نتيجة عكسية للطلب الرسمي الذي توجه به وزير الداخلية منذ حوالي 3 أيام إلى مسؤولي كافة المؤسسات العمومية قصد القيام بعملية جرد لجميع مناصب العمل الشاغرة لإطلاق حملة توظيف كبيرة تمكن من امتصاص غضب الشباب البطال الذي تحول وضعه الاجتماعي البائس الى قنبلة موقوتة تربك المسؤولين المحليين والمركزيين. حطمت مكاتب التشغيل المتواجدة بمناطق أرزيو، عين البية وبطيوة في اليومين الأخيرين رقما قياسيا في عدد الطلبات على الشغل، حيث تجاوزت نهار أول حسب مصادر موثوقة 600 طلب على مستوى مكتب التشغيل بأرزيو وحده، في حين لم يتخلف بطالو باقي المناطق المذكورة عن الموعد للاستفادة من التدابير الجديدة المعلن عنها التي تؤشر على عزم حقيقي تبديه السلطات المركزية في معالجة نوعية لأزمة التشغيل بالوطن. وتتعدى نسبة البطالة بهذه المناطق نسبة 60 بالمائة حسب بعض الإحصائيات غير الرسمية على الرغم من الطبيعة الصناعية لهذه البلديات التي تضم أضخم وأكبر المركبات البتروكيماوية التابعة لمؤسسة سوناطراك، إذ عادة ما يشتكي شبابها من التهميش الممارس في حقهم من قبل مسؤولي هذه الوحدات الصناعية المتهمة بالاعتماد على يد عاملة من خارج هذه المناطق بحجة عدم توفر شبابها على كفاءات مهنية تسمح لهم بالتوظيف في مركبات سوناطراك. وقد تفاقمت أزمة البطالة في السنين الأخيرة ببلديات أرزيو، بطيوة وعين البية بشكل كبير، لاسيما بعد القرار الذي اتخذ في عهد الوزير السابق شكيب خليل الذي أمر بتوقيف عمليات التوظيف على المستوى المحلي وتحويلها إلى المصالح المركزية بغية مراقبتها، لكنه تبين أن القرار المذكور زاد من تعقيد وضعية شباب المنطقة الذين لاحظوا اشتداد حملات جلب اليد العاملة الأجنبية عن البلديات المذكورة مما دفعهم للخروج إلى الشارع في العديد من المرات، خاصة بمنطقة عين البية التي تعد من أكثر البلديات تضررا من أزمة البطالة. وتزامن قرار وزير الداخلية بإحصاء مناصب العمل الشاغرة بالمؤسسة العمومية مع حملة التوظيف الجديدة التي برمجتها سوناطراك هذه السنة، حيث تؤكد مصادر موثوقة من المنطقة الصناعية أن ما يزيد على 1000 منصب عمل تبقى شاغرة في 7 مركبات صناعية بسبب خروج المئات من عمالها على التقاعد في ظرف الخمس سنوات الأخيرة، مما دفع بالمديرية العامة لمؤسسة سوناطراك الى تبني مخطط تسييري جديد قصد استخلافهم، وهو العامل الذي يحرك آمال هؤلاء الشباب اليوم الذين يتخوفون من السيناريوهات القديمة المتعلقة باستقدام اليد الأجنبية على هذه المنطقة.