عاشت المنطقة الصناعية بأرزيو، صباح أمس، حالة استنفار حقيقية بسبب حالة الغليان التي انتابت عشرات من الشباب البطال الذين قرروا اقتحام بعض المركبات التابعة لمؤسسة سوناطراك، قبل أن يضطروا إلى التوجه نحو الطريق الوطني رقم 11 المحاذي للمنطقة الصناعية بعد تدخل مصالح الدرك الوطني، وقاموا بقطعه لأكثر من ساعتين احتجاجا على ما وصفوه بالطرق المشبوهة للتوظيف التي يعتمد عليها بعض مسؤولي المركبات المذكورة، في وضعية تشبه كثيرا الأحداث التي تعايشها أغلب مناطق الجنوب الجزائري، حيث تتواجد الوحدات الإنتاجية لمؤسسة سوناطراك· وحمل الشباب المحتج قائمة طويلة لبعض الموظفين حديثا قالوا إنهم أتوا من ولايات تقع بوسط وشرق البلاد، في الوقت الذي ظل هؤلاء ينتظرون فرصة للتوظيف منذ عديد الشهور· هذا واهتزت المناطق القريبة من المنطقة الصناعية بأرزيو، أمس، على وقع احتجاجات صاخبة حركها بعض البطالين القاطنين على مستوى دائرة بطيوة، أحد أشهر المناطق في عاصمة الغرب الجزائري التي يعاني شبابها من بطالة خانقة، رغم قربهم من أكبر تجمع صناعي في الجهة الغربية من الوطن، حيث تحصي مكاتب التشغيل المنتشرة عبر بلديتي أرزيو وعين البية أكثر من 1600 طلب توظيف منذ شهر سبتمبر الفارط، تعود غالبيتها للشباب البطال بدائرة بطيوة· ورغم التدخل المستعجل لمصالح الدرك الوطني عبر وحدات خاصة تجنبا لأي طارئ قد يؤدي إليه هذا الاحتجاج، إلا أن الشباب المحتج رفض مغادرة الطريق الوطني رقم 11 الذي يربط بين ولاية وهران والولايات المجاورة لها مثل مستغانم وغليزان، حيث ظلت الحركة متوقفة على مستوى هذا المحور لمدة ناهزت ثلاث ساعات· وأصر أغلبهم على ضرورة حضور والي وهران شخصيا حتى يسلموه طلبا رسميا يتعلق بفتح تحقيق في جميع الممارسات التي يعتمد عليها مسؤولو مؤسسة سوناطراك في عمليات التوظيف· ويتهم هؤلاء البطالون مصالح بلدية بطيوة بالتورط مع بعض المسؤولين المذكورين في تزوير شهادات الإقامة للعديد من المستفيدين من حملات التوظيف التي قامت بها مؤسسة سوناطراك مؤخرا، حيث يؤكدون أن أغلب المستفيدين من فرص التشغيل أتوا من مناطق بعيدة عن البلديات المذكورة ورغم ذلك تم قبول ملفاتهم·