التمست النيابة العامة لمحكمة الجنايات بقسنطينة، أمس الأحد، حكما غيابيا بالمؤبد في حق المتهم (ط.حكيم)،33 سنة، بتهمة تكوين جماعة إجرامية منظمة لنقل وتوزيع المخدرات وبيعها وطرح مركبة للسير بمواصفات غير متطابقة، والعقوبة نفسها حضوريا بالنسبة لشقيقه (ط.ن.ا) 47 سنة. الوقائع تعود إلى تاريخ 08 نوفمبر 2008 حيث تلقت سرية الدرك الوطني بقسنطينة معلومات من سرية برج بوعريريج تفيد بأن شخصا مسافرا على متن حافلة لنقل الركاب يحمل بحوزته كمية كبيرة من المخدرات، وبالتالي تم نصب كمين على مستوى ولاية تبسه. وحسب المواصفات المقدمة من طرف الأعوان تم التعرف على المشتبه فيه حيث ضبط بحوزته 9,360 كلغ من المخدرات كانت موضوعة بكيس بلاستيكي ومبلغ 16مليون سنتيم. وبعد إنزال المتهم وإعادة تفتيشه جيدا تم العثور على 10 كلغ إضافية كان يضعها حول بطنه. ليقرر عونان التنقل رفقته بالزي المدني من أجل ملاقاة باقي أفراد العصابة. إلى هذا كان الرأس المدبر للعملية (ط.ح) المدعو"البول دوغ" رفقة شخص آخر وهو المتهم (س.م) المدعو رضا حيث أمره بالذهاب لتعبئة بطارية هاتفه النقال، وأوصاه بأن يتأكد له من حضور أخيه المتهم (ط.ن•ا). ولدى وصول المدعو رضا إلى المقهى أخد يتفحص الجالسين لعله يرى من بينهم أخا المدعو "البول دوغ" وهو ما أثار انتباه عوني الأمن بالزي المدني فقبض عليه فورا. كما أن المدعو "البول دوغ" لم يقم بالاتصال أبدا وهرب فورا. المتهم الأول اعترف بالتهم المنسوبة إليه مؤكدا أن السلعة كانت تجلب من وهران إلى تبسه، ثم تسوق إلى مدينة تونس. أما المتهم الآخر (ز.ع.ا)، 46 سنة، فقد نفى أية صلة تربطه بهذه القضية مؤكدا أن الرابط الذي كان بينه وبين المدعو "البول دوغ" هو مبادلة سيارتيهما كنوع من البيع لا غير، وأنه لا يستطيع معرفة جميع الزبائن الذين يتعامل معهم بحكم نوع التجارة التي يمارسها. وهو ما ذهب إليه المتهم الآخر نافيا وجود شراكة بينه وبين المتهمين الشقيقين. وهي الأدلة والبراهين التي اعتمد عليها دفاع هذين الأخيرين، وبالتالي فالصدفة وحدها لا غير هي التي أوصلتهما إلى قضية الحال. وبعد المداولات وطلبات الدفاع وممثل النيابة العامة، حكمت الهيئة القضائية بالمؤبد في حق الأخوين المتهمين الرئيسيين في قضية الحال، حيث لايزال المدعو "البول دوغ" في حالة فرار، وبراءة الآخرين من التهم المنسوبة إليهما.