بعث قادة الجزائر الخضراء أمس رسالة تحدٍّ إلى كل الأحزاب السياسية في الجزائر للدخول معهم في مناظرات مباشرة أمام الشعب حول برامج وأفكار تخص مختلف المجالات. وقال أبو جرة سلطاني، خلال إشرافه على عرض برنامج التحالف بمقر الحركة رفقة زميليه في التكتل، إن الجزائر الخضراء مستعدة لتلك الأفكار بشرط أن يتم تحديد النقاش في مجال بعينه، مؤكدا أن رموز التيار الديمقراطي الذين يتهجمون على التيار الإسلامي ويتوعدون بقطع الطريق عليه، يفتقدون إلى قيم الديمقراطية ودعاهم إلى نقاش الأفكار والبرامج والابتعاد عن لغة الخشب. من جهة أخرى، أكد زعيم حمس أن التحالف قد قبل 37 مطلبا من مطالب رؤساء المؤسسات ورفض مطلبا واحدا متعلقا بالعطلة الأسبوعية، وباقي المطالب لا يزال النقاش دائرا حولها. كما أوضح قادة التحالف الذين تناوبوا على تنشيط اللقاء أنهم اختاروا مدينة العلامة عبد الحميد بن باديس قسنطينة لبداية الحملة الانتخابية اليوم، حيث أكد الأمين العام لحركة الإصلاح حملاوي عكوشي أن التحالف أراد من خلال ذلك تأكيد المرجعية الباديسية للتحالف ورمزية جمعية العلماء المسلمين العاكسة لهوية الشعب الجزائري. وفي شرحهم البرنامج، أكد المتحدثون أنهم قد استعانوا في إعداده بخبراء جزائريين من كبرى المؤسسات الدولية وبمختلف النقابات والمنظمات الوطنية، وقالوا إن استعانتهم بمختلف التجارب العالمية لا تعني أن يكون برنامجهم مستوردا من الخارج. كما أشاروا إلى أن برنامج التحالف ينطلق من مبدأ أن الإصلاح السياسي أساس كل إصلاح آخر ومن مربع ذهبي أساسه اعتبار الإنسان محور كل تنمية انطلاقا من وظيفة الاستخلاف وفق رؤية تعتمد التوازن وتفتح المجال للتنافسية. كما شرح قادة التحالف أولوياتهم المتمثلة في 5 نقاط أولاها الأولية السياسية التي تستدعي حسبهم دستورا جديدا يعلن عن جمهورية ثانية للجزائر تحقق العفو الشامل وتعيد كل المقصين إلى الحياة السياسية وتنهي المراحل الانتقالية وتؤسس لدولة المؤسسات ومجتمع المعرفة. أما الأولوية الثانية فهي الأولوية الثقافية الهادفة إلى إعداد مواطن متعاون ونخبة واعية تتشكل بتطوير النظم التعليمية وتعميم العربية على كل المؤسسات. فيما شكل الاقتصاد النامي ثالث أولويات برنامج الخضراء، حيث تمت الإشارة إلى إنشاء وزارة للاقتصاد والتنمية تجمع كل الصلاحيات ذات العلاقة بتنمية الاقتصاد وتتخذ من إحداث قانون جديد للجباية وتوزيع جديد لنسب الضريبة سبيلا لتحقيق عدالة التوازن الجبائي. وشكل تكوين مجتمع منتج رابع أولوية للتحالف انطلاقا من استكمال بناء البنية التحتية وإضفاء الجاذبية على البيئة الاستثمارية وفق خصوصية المناطق. أما خامس الأولويات فقد تمثلت في الدبلوماسية الفاعلة المرتكزة على بناء الوحدة المغاربية وفق مقاربة تتأسس بموجبها مناطق للتبادل الحر وإلغاء التأشيرة بين بلدان المنطقة وخلق فضاءات للشراكة العلمية والتعاون والتواصل الثقافي وتعديل اتفاقيات الشراكة مع الأجانب. كما حمل البرنامج 43 محورا موزعا على 718 إجراء تقنيا جرى اعتمادها بعد تشخيص عوامل الضعف والقوة في مختلف المجالات.