قال رئيس ''تكتل الجزائر الخضراء'' السيد أبو جرة سلطاني أمس بالجزائر العاصمة أن برنامج الحملة الانتخابية للتكتل يضم خمس أولويات من بينها الأولوية السياسية التي ترتكز على إرساء نظام برلماني عبر تعديل الدستور. وتتمحور الأولوية الثانية حول الشق الاقتصادي - حسب السيد سلطاني - الهادف إلى بناء اقتصاد نام من خلال تنشيط القطاع العام والخاص وقطاع ثالث سماه ''قطاع تكافلي''. أما الأولويات الأخرى فتتعلق ببناء ''مجتمع منتج'' و''مواطن متعاون'' (الشق الثقافي) ودبلوماسية فاعلة. وأوضح السيد سلطاني خلال لقاء خصص لعرض محاور برنامج التكتل المشكل من حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني أمام الصحافة الوطنية وبحضور كل من السيدين فاتح ربيعي وحملاوي عكوشي أن التشيكلات السياسية الثلاث اتفقت على تقديم برنامج موحد خلال الحملة يمتد إلى غاية 2022 يتضمن 43 محورا و718 إجراء تصب جميعها في خدمة هذه الأولويات. وقال السيد سلطاني إن إعداد هذا البرنامج الذي وصفه ب''برنامج دولة وليس برنامج أحزاب'' تم من خلال تبادل الآراء بين مختلف الفئات السياسية والاجتماعية، مشيرا إلى أنه تمت الاستعانة بخبرة الكوادر الجزائرية المهاجرة في إعداده، وأضاف أن هذا البرنامج يتضمن المبادئ العشرة والأهداف ال 24 التي تأسس عليها التكتل السياسي (الجزائر الخضراء)، حيث جاء هذا البرنامج ل ''يثبتها'' مع إضافة الأولويات الخمسة. ومن جانبه، شرح الأمين العام لحركة النهضة السيد فاتح ربيعي طريقة إعداد هذا البرنامج الذي اعتبره برنامج ''واقعي وعملي''، حيث تم - كما قال - ''تشخيص الواقع الجزائري'' من خلال تحديد عناصر ضعفه وقوته ثم تحديد أهم المعوقات. واستطرد قائلا ''كلما أصبنا في تشخيص الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الجزائري كلما نجحنا في تحديد معالم ما يجب أن نفعله لتغيير هذا الواقع للأفضل''. وعن الشق الاقتصادي للبرنامج، أكد السيد ربيعي أن التكتل يسعى من خلاله إلى الانتقال من ''اقتصاد مبني على الريع البترولي إلى اقتصاد منتج'' ولتحقيق هذا الهدف اشترط ما أسماه ب''الإصلاح السياسي'' باعتباره ''البوابة الرئيسة لمختلف مستويات الإصلاح''، يضيف المتحدث. وفي هذا السياق، أشار السيد ربيعي إلى أن الحزب يسعى إلى إنشاء وزارة جديدة هي''وزارة الاقتصاد والتنمية المستدامة'' وكذا ''بنك وطني يمنح القروض الحسنة'' وتعديل قانون الجباية. ومن جهته، أشاد الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني السيد حملاوي عكوشي بالمجهودات التي بذلتها اللجنة المشرفة على إعداد برنامج هذه الحملة التي سيتم افتتاحها اليوم من خلال تنظيم أول تجمع شعبي مشترك للتكتل من ولاية قسنطينة، معللا اختيار هذه الولاية لتنظيم أول تجمع إلى تزامن الحملة الانتخابية مع الاحتفال ب ''اليوم الوطني للعلم'' وكذا ارتباط الولاية باسم العلامة الجزائري ابن باديس، حيث ستحتضن ''قاعة ابن باديس'' هذا التجمع المشترك. وفي رده عن سؤال حول الشق السياسي للبرنامج، أوضح الأمين العام لحركة النهضة أن التكتل يهدف إلى ''ترقية المصالحة الوطنية إلى عفو شامل'' من أجل ''تحرير الجزائري من الأوضاع الحالية ليتمتع أكثر بحقوقه السياسية'' وتمكين الجميع من ''إنشاء أحزاب سياسية شريطة أن تحترم الدستور وقوانين الدولة الجزائرية''. وأشار إلى أن ''تكتل الجزائر الخضراء'' سيعمل من أجل ''إعادة قطار الإصلاحات السياسية إلى السكة'' وكذا إعادة النظر في بعض القوانين، أهمها قانونا الأحزاب والإعلام. للإشارة؛ فقد قرر ''تكتل الجزائر الخضراء'' تنشيط 32 تجمع شعبي مشترك عبر التراب الوطني من خلال تنظيم قافلة موحدة و74 تجمعا منفردا عبر الدوائر الانتخابية ذات الكثافة السكانية، إضافة إلى تجمعات جوارية ينشطها الكوادر على المستوى المحلي لشرح هذا البرنامج الذي اختير له شعار ''الجزائر الخضراء... مستقبل أفضل''.