قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الطامح إلى ولاية رئاسية ثانية في حوار مع مجلة «ليكسبريس الفرنسية»، انه بعد خمسين عاما من إزالة آثار الاستعمار، يجب أن ننجز مع الجزائر دون تأخير إعادة التفاوض حول الاتفاقيات التفضيلية في مجال الهجرة التي تعود الى 1968. وشرعت الجزائروفرنسا في مفاوضات اتفاقية 1968 وهو ما تجسد في الزيارة التي قادت وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون إلى الجزائر بداية السنة ولقائه مع دحو ولد قابلية، وتصر فرنسا على إلغاء الاتفاقية وتعويضها بامتيازات شبيهة بتلك التي منحت لتونس والمغرب بما يعرف بالهجرة المتوازنة. وتدافع الجزائر ضمن هذا الإطار عن موقفها بشأن المطلب الفرنسي المتمثل في «المعاملة بالمثل»، والذي يتعلق بمراجعة اتفاقية تنقل الأشخاص للمرة الرابعة على التوالي وتحاول الحفاظ على مكاسب اتفاقية 1968 التي يسمح بموجبها باستفادة المهاجرين الجزائريين من بطاقات إقامة صالحة لمدة 10 سنوات وتسوية وضعيتهم بعد الإقامة المتتالية على التراب الفرنسي والاستفادة من بطاقة الإقامة المؤقتة بغرض العلاج أو القيام بنشاط تجاري. وبالعودة إلى فحوى الحوار الذي أجراه ساركوزي مع مجلة «ليكسبرس»، فقد وعد من خلاله أنه ينوي اتخاذ «مبادرات» حيال الشرق الأوسط «اعتبارا من هذا الصيف» إذا أعيد انتخابه. وقال ساركوزي قبل أيام من الدورة الأولى للاقتراع الرئاسي التي تجرى الأحد القادم «في ولاية ثانية أرغب في أن أكرس نفسي (...) لمبادرات دولية مهمة سأتخذها اعتبارا من صيف 2012». وأضاف أن «أوروبا وفرنسا يجب أن تساعدا الإسرائيليين والفلسطينيين على إبرام اتفاق سلام. حان الوقت لمنح الفلسطينيين وضع دولة مراقبة في الأممالمتحدة شرط أن يؤكدوا مجددا حق إسرائيل في الوجود والآمن وأن يتقدم الطرفان باتجاه تعايش بين دولتين». وتابع ساركوزي أن «القضية الأهم ليست مسألة الحدود بل حق العودة. إذا أنشأنا دولة فلسطينية فذلك ليتمكن الفلسطينيون من العيش في دولة فلسطين». وأوضح ساركوزي أنه سيتخذ مبادرة أخرى «من أجل الاتحاد من أجل المتوسط الذي يشله النزاع الإسرائيلي الفلسطيني». وقال إن «الربيع العربي وزوال أنظمة ديكتاتورية أو أنظمة قوية يسمح بإقامة شراكة حقيقية بين الديموقراطيات في الشمال والديموقراطيات الناشئة في الجنوب». ورأى ساركوزي أن «هذا يغير الكثير من الأمور، مثل اتفاقيات الهجرة. نتفهم رغبة النخب الليبية في الهروب من القذافي... ليبيا اليوم بحاجة إلى نخبها وسنقوم بتأهيل مزيد من المعلمين ومزيد من الباحثين ومزيد من الأطباء ليتمكنوا من ممارسة أعمالهم في بلدهم».