يعكس الجناح الجزائري المتربع على مساحة 750 متر مربع في فعاليات المعرض الدولي لسرقسطة والذي بدأ يستقبل منذ أمس أول زواره الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية الوطنية التي لها علاقة مع محور هذه التظاهرة موضوع الماء والتنمية المستدامة. وتعد المشاركة الجزائرية في هذه التظاهرة التي تمزج بين الأصالة والعصرنة المنظمة إلى غاية 14سبتمبر 2008 ذات طموح حيث أن مضمونها يتميز بمحورين الأول له علاقة بالتراث يهدف إلى تثمين الإرث الحضاري للجزائر في مجال تسيير الماء والثاني بالتنمية والذي تم تثمينه بفضل وسائل تقنية سمعية وبصرية جد متطورة. ويهدف الجانب الذي له علاقة بالتراث إلى تقديم للزوار نظام الري التقليدي للفوغارة إحدى الخصائص التي تميز الواحات الجزائرية التي عرفت كيف تبحث عن الماء وتقسمه وتستعمله في الأوساط الجافة والصحراوية. وتم إبراز التطور الذي أحرزته جزائر التحديات من طرف المنشآت المائية الكبيرة التي يتضمنها مخطط تطوير قطاع الري في أفق 2025 وبالخصوص "تحويل القرن" والمتمثل في نقل الماء من عين صالح إلى تمنراست على طول 740 كلم الممتدة على الطريق العابر للصحراء. ويتوفر الجناح الجزائري الذي تم تزيين جداره الخارجي بإعادة تشكيل النقوش الجدارية لتاغرغارت وذلك باحترام حجمها الحقيقي على مسرح افتراضي يتكون من ديكور وصور افتراضية تعكس الثراوات الطبيعية التي تتوفر عليها الجزائر "منبع الانعكاسات" فضاء يبرز الهندسة المعمارية التقليدية ومحل للصناعة التقليدية ومعرض للطوابع البريدية المتمحورة حول موضوع الماء والتي يعود تاريخها إلى الاستقلال. إلى جانب محلات الصناعات التقليدية والترقية السياحية تم إقامة فضاءات للعرض وجداريات للصور حيث تم إبراز مختلف جوانب الحياة الإفتصادية والإجتماعية والثقافية الجزائرية. وتعزز مجموع هذه المحتويات ببرنامج تنشيطي ثقافي وعلمي ثري مثل أسابيع متخصصة في قطاعات الموارد المائية والسياحة والصناعة التقليدية والثقافة. كما برمج في إطار هذه التظاهرة حفل لفرقة قناوى بقيادة سليم خياط وهذا من 2 إلى 5 أوت القادم. وستتميز المشاركة الجزائرية في معرض سرقسطة بتنظيم اليوم الوطني للجزائر يوم 5 جويلية المصادف للعيد الوطني للاستقلال، وبهذه المناسبة سيتم تقديم بالجناح الذي سيحتضن ضيوفا من كل دول العام حفلا موسيقيا راقصا من تنشيط فرقة أندلسية بقيادة الأستاذ نورالدين سعودي تتخللها رقصات من تقديم مدرسة الرقص "أرابسك" بقيادة السيدة فاطمة الزهراء ناموس أستاذة رقص وتلميذة سابقة بباليه بولشو الشهير بموسكو. وسيتم خلال هذه التظاهرة تبليغ رسائل قوية على مدى ثلاثة أشهر في إطار غني بالأصالة والإنفراد لبلد يتميز بعراقة تاريخه ومفتخر بأصوله وغني بتنوعه ويسير في طريق التطور ناهيك عن كونه يباشر برنامج تنمية الأكثر طموحا في تاريخه المعاصر.