كرست الطبعة السابعة لفعاليات الصالون الوطني لهواة الجمع مساء يوم الإثنين بورقلة لإبراز جوانب من روائع التراث المادي واللامادي يقدمها زهاء 34 هاويا يمثلون 17 ولاية. ويعرض المشاركون في هذه التظاهرة الثقافية المنظمة من طرف دار الثقافة مفدي زكرياء تحت شعار "حماية التراث الثقافي : حفاظ على الهوية الجماعية" تشكيلة من الطوابع و البطاقات البريدية والقطع و الأوراق النقدية الحافلة بمشاهد متنوعة لمعالم تراثية وسياحية تزخر بها العديد من مناطق الوطن و المصنفة تراثا وطنيا أو عالميا حسب المنظمين. ومن بين هذه المعالم والمواقع التراثية المعروضة للجمهور تبرز القصور الصحراوية العتيقة المنتشرة بالجنوبالجزائري على غرار قصور تيماسين (ورقلة) و تمنطيط (أدرار) و تاغيت (بشار) و سهل وادي ميزاب (غرداية). كما تشكل رسومات منطقة الطاسيلي ناجر و النحت على الصخور بالإضافة إلى صور الحيوانات البرية التي تعيش ببعض مناطق جنوب الوطن و التي استطاعت التكيف من الخصائص المناخية الصحراوية على غرار "غزال داما" و "غزال دوركاس" و "فهد الطاسيلي و النعامة" والجمل و الفنك وغيرها من أصناف هذه الحيوانات جانبا من فسيفساء معرض هواة الجمع. وتعد بعض هذه المعروضات أيضا فرصة لاسترجاع الزائر بعض العادات والخصائص الإجتماعية و الفلاحية السائدة ببعض مناطق الجنوب من بينها صور نظم السقي التقليدية التي لا زالت معتمدة من طرف فلاحي مناطق وادي ميزاب (غرداية) وتوات و تيميمون و قورارة (أدرار) وتيديكلت (إن صالح) فضلا عن بعض أنواع الموسيقى على غرار التيندي والإمزاد الذي تشتهر به منطقتي الأهقار والطاسيلي. ولم تستثن الموضوعات التي حملتها الطوابع و البطاقات البريدية وحتى الأوراق النقدية صور الجواهر و الحلي التقليدية التي ظلت تتزين بها المرأة الجزائرية عبر مختلف مناطق الوطن في الأفراح و المناسبات الإجتماعية. ومن بين المشاركين في هذا الصالون الوطني لهواة الجمع السيد حجاج عبد الله (78 سنة) الذي يعد واحدا من بين أقدم هواة جمع الطوابع البريدية بمنطقة ورقلة والذي يمارس هذه الهواية منذ سنوات الإستقلال حيث تمكن من جمع أكثر من عشرة آلاف طابع بريدي. وأكد السيد حجاج في هذا الصدد أن هذه الهواية "أصبحت تلازمه بشكل يومي" مضيفا "بأن الطوابع البريدية التي بحوزته هي عبارة عن قاموس حقيقي يتضمن مختلف المراحل و الأحداث التي مرت بها الجزائر دون إغفال باقي الجوانب الأخرى التي من بينها تناول التراث الوطني بشقيه المادي و اللامادي". وسيتم على هامش هذا الحدث الثقافي السنوي الذي من المنتظر أن تتواصل فعالياته لمدة ثلاثة أيام تنظيم مائدة مستديرة حول هواية الجمع والتي سيقوم بتنشيطها العارضون المشاركون في هذا الصالون. ومن بين الأهداف المتوخاة من تنظيم هذه التظاهرة الثقافية حسب المنظمين إتاحة الفرصة أمام هواة الجمع من أجل تبادل الخبرات و الأفكار و تحسيس الجمهور بأهمية الطوابع والبطاقات البريدية باعتبارها وثائق مهمة يمكن الإستدلال بواسطتها على مختلف الوقائع و الأحداث. هذا وقد رصد المنظمون عدة جوائز تشجيعية تمنح لأحسن العارضين الثلاثة الأوائل. وبرمجت جولات سياحية لفائدة المشاركين إلى بعض المواقع الأثرية السياحية المتواجدة على مستوى مدينة ورقلة و ضواحيها.