طالب المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا كوفي عنان، النظام، بالتوقف نهائيا عن استخدام أسلحة ثقيلة وسحبها من المناطق السكانية، واصفا قرار مجلس الأمن الدولي بإرسال ثلاثمائة مراقب إلى سوريا باللحظة الحاسمة لاستقرار البلاد، كما لقي القرار ترحيبا دوليا واسعا. ودعا عنان في بيان صدر في جنيف كلا من الحكومة السورية والمعارضة لإلقاء أسلحتهم والعمل مع المراقبين لدعم الوقف الهش لإطلاق النار الذي بدأ سريانه قبل عشرة أيام. وقال إن على الحكومة بشكل خاص، أن تكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة وتسحب -كما تعهدت- مثل هذه الأسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية، وتنفذ التزاماتها بالكامل بموجب الخطة المؤلفة من ست نقاط. وختم البيان بأن عمل المراقبين يجب أن يساعد على خلق ظروف مؤاتية لبدء عملية سياسية تلبي متطلبات وهواجس وتطلعات الشعب السوري. وفي الأثناء، لقي قرار نشر ثلاثمائة مراقب عسكري غير مسلح بسوريا، لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار، ترحيبا دوليا واسعا، كما رحبت به أطراف المواجهة في سوريا. ونص مشروع القرار الروسي الأوروبي -الذي يأتي في إطار خطة عان القاضية بوقف إطلاق النار- على أن نشر بعثة المراقبين سيكون رهن تقييم من جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتطورات ذات الصلة على الأرض بما في ذلك وقف العنف. ويطالب القرار دمشق باحترام كامل وواضح لوعدها بسحب أسلحتها من المدن، وبضمان أمن المراقبين وتمكينهم من إنجاز مهمتهم بحرية كاملة بما في ذلك توفير وسائل انتقال جوية ملائمة. وأعرب أعضاء المجلس في مشروع القرار عن نية المجلس اللجوء إلى تدابير أخرى يراها مناسبة إذا فشلت خطة عنان. ومن جانبه، رحب السفير الروسي بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين بالقرار، وقال عقب التصويت عليه إن الهدف الرئيسي هو الاحترام الدائم والواضح من جانب كل الأطراف لأحكام القرار، مضيفا أن أي انحراف فيما يخص التفسير أو انحراف عن الأحكام غير مقبول، وأكد ضرورة التزام الحكومة السورية والمعارضة بإنجاح خطة عنان. ورفض سفير الصين لي باودونغ أي إجراءات من شأنها عرقلة مهمة أنان، كما طالب بالبدء بإرسال المراقبين الدوليين بأسرع ما يمكن، بشرط أن تحترم البعثة سيادة سوريا وتلتزم معايير الحيادية والموضوعية. من ناحية أخرى، أكدت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة سوزان رايس في نبرة تحذير للنظام السوري، أن بلادها يمكن ألا تمدد مهمة بعثة المراقبين الدوليين بعد ثلاثة أشهر في حال تواصل العنف، مضيفة «لقد نفد صبرنا» مشيرة إلى قائمة الوعود التي أخل بها نظام الأسد. وقالت إنه إذا لم يتم احترام وقف العنف وإذا لم يتمتع المراقبون الدوليون بحرية تحرك كاملة ولم يسجل تقدم سريع وذو دلالة في الجوانب الأخرى من خطة عنان، عندها «علينا أن نخلص إلى أن هذه المهمة لم تعد ذات فائدة».