شرع الوفد الأول من بعثة المراقبين الأمميين إلى سوريا المتكون من ثمانية ملاحظين، أمس، في أداء أولى مهامه الميدانية بزيارة مدينة حمص الواقعة وسط البلاد للوقوف على مدى احترام قرار وقف إطلاق نار وصفه كوفي عنان بالهش في ظل استمرار سقوط قتلى. والتقى الملاحظون بمحافظ مدينة حمص مهد الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد وقد بدت الأمور هادئة بعد وقف القوات الحكومية لعمليات المداهمة في عديد الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وقال خالد المصري المتحدث باسم الأممالمتحدة إن فريق المراقبين توجه إلى حمص والتقى المحافظ قبل زيارة أحياء في المدينة. غير أن ناشطين سوريين اعتبروا أن الحكومة السورية أوقفت قصفها حتى تبدو وكأنها تلتزم بالهدنة التي توسط فيها مبعوث السلام الدولي كوفي عنان وأعربوا عن اعتقادهم بأن القصف سيستأنف بمجرد أن يغادر المراقبون المنطقة. وتزامنت زيارة وفد المراقبين الأمميين في نفس اليوم الذي اجتمع فيه مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار جديد حول بعثة الملاحظين الأمميين وفقا لمشروعين جديدين صاغتهما روسيا والدول الأوروبية. ويطالب نص مشروع القرار الفرقاء السوريين بتطبيق كل بنود خطة الوسيط الدولي كوفي عنان وإرسال بعثة من المراقبين موسعة تتمتع بصلاحيات أكبر وتضم 300 عضو غير مسلح يشرفون على وقف إطلاق النار في مدة تصل إلى 90 يوما. وقال جيرارد ارود السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة قبل إجراء عملية التصويت بوجود ''توافق بين أعضاء المجلس ال 15 بخصوص مشروع القرار الجديد''، وأضاف السفير الفرنسي أنه ''لأول مرة يقوم فيها مجلس الأمن الدولي بإرسال مراقبين إلى منطقة حرب لا تزال تشهد معارك وأعمال عنف'' في إشارة واضحة إلى صعوبة مهمة المراقبين الذين كانت فرنسا قد طالبت بتزويدهم بالوسائل الضرورية والمروحيات لمراقبة وقف إطلاق النار والعمل من أجل السماح بالتظاهر السلمي، إضافة للتقرير عن الخروقات التي يقترفها الطرفان المتنازعان في سوريا. من جانبه؛ دعا المجلس الوطني السوري المعارض مجلس الأمن الدولي القيام بتدخل عسكري في سوريا لوقف أعمال العنف. وقال المجلس في بيان له ''إننا نكرر مطالبتنا من مجلس الأمن الدولي ومن دول العالم بالرد الحازم والعاجل وذلك بتدخل عسكري حاسم يوقف جرائم العنف الدموي ضد الشعب السوري الأعزل''. وبرر المجلس التماسه إلى كون مدينة حمص وخاصة أحياء البياضة والخالدية مازالت هدفا لقصف وحصار ''غير إنساني'' هدفه تهجير سكان هذه الأحياء وإفراغها بشكل كامل. وقال المجلس الوطني السوري في رسالة إلى المراقبين الأمميين بضرورة تفقد كل أحياء المدينة وعدم الاكتفاء بلقاء المسؤولين المحليين أو زيارة المناطق التي تحددها السلطات السورية بمبرر أن ''جثث الشهداء ملقاة في شوارع حي البياضة الذي تعرض إلى دمار مرعب''. وتأتي زيارة المراقبين الأمميين إلى حمص بعد أن كانت السلطات السورية قد منعتهم من تنظيم هذه الزيارة الأسبوع الماضي تحت ذريعة ما وصفته ''أسبابا أمنية''. وكانت سوريا والأممالمتحدة قد وقعتا الخميس الأخير اتفاقا يحدد جدول عمل مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة ينص على ''الدخول دون قيود'' وحرية التنقل للمراقبين واتصالهم بالناس. لكن ذلك لم يمنع دمشق من التأكيد مجددا على أنها تقاتل من تصفهم ب''جماعات إرهابية مسلحة'' في إشارة إلى المعارضة المسلحة وأنه مازال يحق لها الرد على أعمال العنف التي تشهدها معظم المناطق للحفاظ على الأمن رغم موافقتها على وقف إطلاق النار