إذا صحت الوثائق التي نشرها موقع فرنسي أمس بتلقي ساركوزي ل 50 مليون أورو من العقيد الليبي معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية عام 2007، فإن مهندس تدخل الناتو في ليبيا يكون قد وقع في شر أعماله هذه المرة. والقضية لم تعد مطروحة بعنوان دعم القذافي لساركوزي، بل هي مطروحة مثلما تناقلتها وسائل الإعلام الفرنسية البارحة تلقي ساركوزي لأموال القذافي. ولا شك أن فضحية بمثل هذا الحجم ستنهي ساركوزي بالضربة القاضية، لأنها تكشف عن الوجه الحقيقي للرئيس الفرنسي الذي حارب العرب والمسلمين والأفارقة والمهاجرين كما لم يحاربه أي عنصري من قبل. ولا شك أن اطلاع الفرنسيين على الوثائق الرسمية الصادرة عن الاستخبارات الليبية سابقا سيغير الكثير من نظرتهم للسياسيين لديهم، الذين تلطخت سمعتهم بالفضائح المالية والجنسية في كل بقاع العالم. كما تؤكد فضيحة 50 مليون أورو أن الحكومات الغربية أسوأ من الفساد وأن لعبة المال القذر واحدة من مهامها التي يتوجب ألا تنكشف فيها، والفرنسيون سيعاقبون ساركوزي لأنه انكشف وليس لأنه قبل بتلقي الدعم المالي من نظام معمر القذافي، وهذه واحدة من أكبر فضائح الرئيس الفرنسي الذي لا ينفك يتحدث عن النزاهة والشفافية والديمقراطية. والجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية هذه المرة ستكون درسا لكل القادة الذين يحاولون بناء مجدا كاذبا على حساب القضايا المشتركة لشعوبهم مع شعوب الضفة الأخرى.