اقتحمت قوات الامن السورية فجر امس جامعة حلب شمال البلاد التي تشهد حركة احتجاجية متصاعدة منذ اشهر واطلقت النار فيها ما اسفر عن مقتل وجرح عدد من الطلاب واعتقال آخرين، فيما زار رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود مدينتي حماة وحمص لمراقبة وقف اطلاق النار وسط خروقات يومية متصاعدة اسفرت امس عن سقوط 23 قتيلا بينهم طلاب حلب. وقد دانت واششنطن الهجوم الذي تعرضت له جامعة حلب، وقالت إن المجتمع الدولي قد يضطر الى اعتماد نهج جديد للتعامل مع الازمة السورية اذا فشلت خطة المبعوث الدولي كوفي عنان، متهمة الرئيس السوري بشار الاسد بعدم بذل اي جهد للالتزام بها. وقال غاي كارني الناطق باسم البيت الابيض «اذا واصل النظام تعنته، سيتوجب حينئذ على المجتمع الدولي ان يعترف بالهزيمة وان يبدأ العمل جديا للتعامل مع التهديد الخطير للسلم والاستقرار الذي يمثله نظام الاسد.» واضاف «ان الحاجة ماسة في سوريا لانتقال سياسي، ونحن نأمل ان تنجح خطة عنان، ولكننا ما زلنا – اعتمادا على الادلة المتوفرة – نشك في رغبة الاسد للتجاوب مع شروط الخطة لانه فشل بالالتزام بها الى الآن.» وكانت عمادة جامعة حلب قد اعلنت في وقت سابق امس انها قررت تعليق الدراسة في الجامعة عقب مقتل عدد من الطلاب على يد قوات الامن ومليشيات الشبيحة الموالية للحكومة . وما زالت الانباء متضاربة حول عدد القتلى في صدامات سكن طلاب الجامعة، اذ تقول بعض الانباء انهما اثنين، وتقول اوساط معارضة ان عددهم بلغ سبعة قتلى. ويأتي هذا التطور في وقت حاولت فيه بعثة المراقبين التي ارسلتها الاممالمتحدة التقليل من خطورة التطورات الاخيرة على مجريات الامور عموما في سوريا. وامس، زار رئيس بعثة المراقبين الدوليين برفقة مجموعة من المراقبين، وقد تجول مود بالسيارات في حي بابا عمرو والخالدية، والتقي محافظ حمص غسان عبد العال واعتبر مود أن على الجيش السوري ان يقوم بالخطوة الأولى لوقف اعمال العمف. وقال مود للصحافيين في حمص: «عندما يستخدم طرفان كل أنواع الأسلحة، مَن هو الأول الذي ينبغي ان يرفع اصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الاولى؟ برأيي إنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها». الى ذلك، اعتقلت الاجهزة الامنية صباح امس نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة بسام ووسام واقتادتهما الى جهة مجهولة دون بيان سبب الاعتقال، بحسب ما افاد والدهما. وفي تطور لافت، تعرض مبنى يقطنه خبراء روس في حي التجارة بدمشق لهجوم شنته مجموعة مسلحة امس ، مما اسفر عن اصابة احد العناصر الامنية واعتقال عنصرين من المجموعة التي شنت الهجوم. إلى ذلك، أفادت الهيئة العامة للثورة بسقوط 23 قتيلاً برصاص الأمن امس، بينهم مجند منشق، وتوزع القتلى سبعة في حلب، بينهم ستة طلبة من المدينة الجامعية، وستة في حمص، وثلاثة في ريف دمشق، إلى جانب قتيلين في كل من درعا وحماه، وقتيل في كل من إدلب والحسكة.