أدوية غير مراقبة هربت عبر الحدود الشرقية تباع في «الصيدليات» دقت تنسيقية مهنيي الصحة ناقوس الخطر، بسبب الأوضاع التي آل إليها القطاع، محذرة من عودة بعض الأمراض التي لم تعد موجودة، منها السعال الديكي والدفتيريا والالتهابات الرئوية، وذلك بسبب انعدام اللقاحات، خاصة عدم التقيد بدفتر التلقيح بالنسبة للمتمدرسين في مختلف الأطوار. وفي ذات السياق حذرت التنسيقية من دخول بعض الأدوية غير المراقبة عبر الحدود الشرقية تروج في السوق نتيجة الغياب التام للبعض منها في المستشفيات العمومية. وأكدت التنسيقية في الندوة الصحفية التي عقدتها أمس بالجزائر العاصمة، أن المتمدرسين لم يتلقوا التلقيح الللازم في أطوار الابتدائي والمتوسط وحتى الثانوي، مؤكدة أنه يعتبر أساسيا كونه يحمي من أربعة أمراض خطيرة تتمثل في الدفتيريا، والطيطانوس، والسعال الديكي، بالإضافة للحماية من الالتهابات الرئوية، وأشاروا إلى أن هذا اللقاء يتم التلقيح به مرة أخرى في سنة 18 شهرا وعند ست سنوات وحتى لدى المتمدرسين في الثانوي، وهو الأمر الذي لم يحدث ما يهدد صحة التلاميذ، حسب الأخصائيين.من جهة أخرى، أوضحت التنسيقية التي تضم أربع نقابات وهي النقابة الجزائرية للنفسانيين، النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين للصحة العمومية والنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، مع النقابة الوطنية لأساتذة التكوين شبه الطبي، أنها راسلت الهيئات الدولية وعلى رأسها المكتب الدولي للعمل «لإعلامه بالتجاوزات الحاصلة» بخصوص العمل النقابي والتضييق الممارس من طرف الوصاية. كما يحضرون لمراسلة رئيس الجمهورية «لشرح الوضعية التي آل إليها القطاع» وذلك في غضون هذا الأسبوع «تكون مرفوقة بملف كامل عن المشاكل الصحية». كما أكدت أنه تم الاتفاق على تنظيم اعتصام آخر أمام وزارة الصحة يوم 14 ماي القادم «للتنديد بممارسات الوصاية»، خاصة ما تعلق باللجوء إلى العدالة «لكسر حركات الإضراب» ومنع رؤساء النقابات من الدخول للوزارة، والنقص الكبير في الأدوية «الأساسية والتي يرتكز عليها مخطط الصحة العمومية». وبخصوص النقص الفادح في اللقاحات والأدوية، حذر الدكتور إلياس مرابط من دخول بعض الأدوية من الحدود الشرقية وبالتحديد من تونس عن طريق ما أسماه ب«تجار الشنطة»، مطالبا بضرورة تدخل السلطات العمومية في اتجاه إيقاف مثل هذه الممارسات «التي تضر بالصحة العمومية». كما تطرق أيضا ذات المتحدث إلى المشاكل العديدة التي يعيشها مرضى السرطان، حيث أكد في ذات السياق أن أقرب موعد الآن بمصلحة مكافحة السرطان في مستشفى مصطفى باشا هو في «مارس 2013»، مؤكدا أن «هذه الوضعية يعيشها القطاع منذ أزيد من سنتين» وأضاف «هي غير مسبوقة في تاريخ الجزائر المستقلة».