شكك ارفي دو شاريت، الوزير الفرنسي السابق للخارجية، في تصريحات الجنرال الفرنسي السابق فرانسوا بوشوالتر، بشأن اغتيال رهبان تبحيرين بولاية المدية المختطفين ليلة 26إلى 27 مارس من سنة 96قال دو شاريت الذي كان على رأس الدبلوماسية الفرنسية في تلك المرحلة إن ما أورده الجنرال الفرنسي ''ليس إلا مجرد تصريح آخر يضاف إلى العديد من التصريحات السابقة التي قيلت بشأن القضية''، في إشارة إلى تصريحات شبيهة يكون الوزير قد اطلع عليها عن طريق وسائل الإعلام. وبصيغة التقليل من شأن ما صرح به الجنرال الفرنسي، أبدى الوزير الفرنسي السابق استعداده لتقديم شهادته أمام القاضي المكلف بمتابعة الملف والتأكيد ''بأنه كانت ثمة عدة فرضيات'' دون أن يعير الوزير الفرنسي اهتماما لما صرح به الجنرال فرانسوا بوشوالتر. كما نفى الوزير على أمواج قناة ''ال سي يي'' الفرنسية أن يكون قد تناهى إلى علمه في أثناء عملية اختطاف الرهبان السبعة واغتيالهم من قبل ''الجيا'' بقيادة الإرهابي جمال زيتوني، مثل تلك الفرضية التي تحدث عنها الجنرال الفرنسي الذي كان يشغل آنذاك منصب ملحق عسكري بالسفارة الفرنسية في الجزائر، دون أن يفوت الوزير الفرنسي الإشارة إلى اللغط الكبير الذي أثير حول القضية آنذاك قبل أن يستدرك مشددا على التزامه بما علم وما رأى، في إشارة إلى الرواية المعروفة عن ظروف اغتيال الرهبان من قبل ما كان يسمى بالجماعة الإسلامية المسلحة. وفي هذا الشأن قال الوزير ''أنا مجبر على التزام الرواية العملية التي تعتمد على الوقائع''، مبرزا في ذات السياق البيان رقم 44 الذي تبنت فيه ''الجيا'' اغتيال الرهبان بتاريخ 12ماي والذي بث على أمواج إذاعة ''مدي1''، وقد ورد في البيان بأن الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته أعلنا وقتها بأنهما لن يتحاورا مع ''الجيا'' ، وهو ما اعتبرته الأخيرة قطعا للمفاوضات ومن ثمة تم تصفية الرهبان السبعة. في سياق متصل، قال الوزير الفرنسي''إن الجيا تبنت الاغتيال كما ذكرت بمطلب الإفراج عن الارهابيين المحتجزين في فرنسا''، في إشارة إلى الأشخاص الذين اعتقلوا إثر أحداث ميترو باريس وليون سنة 95''الشيء الذي لم نفعله''، يقول الوزير الفرنسي. كما ذكّر الوزير ''بالتهديدات التي أطلقتها الجيا'' وكان ذلك في ما سمي آنذاك بالبيان رقم 43الصادر بتاريخ 18افريل، حين هدد زيتوني باغتيال الرهبان السبعة إن لم يتم الافراج عن المعتقلين، ومن بينهم كما ذكرت جريدة الحياة اللندنية التي نشرت البيان آنذاك عبد الحق لعيايدة أحد أمراء ''الجيا'' المعتقلين بسجن سركاجي بالعاصمة. وخلص الوزير إلى القول ''الجيا هددت باغتيال الرهبان وهذا ما حدث بالفعل والباقي مجرد تعاليق''. وحديث المسؤول السابق للكيدورسي أقرب إلى الصحة وذلك من منطلق أن ما أورده الجنرال الفرنسي ليس إلا إعادة لما سبق أن تحدثت عنه يومية ''لاستانبا'' الايطالية بداية جويلية من سنة 2008نقلا عن أحد الضباط الجزائريين الفارين الذي بعدما يئس من الحصول على اللجوء السياسي في العديد من البلدان، لم يتردد في العزف على وتر من يقتل من. وهو الأمر الذي اكتشفة الصحفي الفرنسي ديديي كونتن سنة 2004حين اكتشف بناء على تحقيقات ميدانية بالمدية وبالتحديد في تبحيرين ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن عناصر جمال زيتوني المدعو أبو عبد الرحمان امين كانوا وراء اغتيال الرهبان السبعة. كما استمع إلى شهادات تنسف من الأساس ادعاءات عبد القادر تيفا الضابط الفار والتي اتخذت مادة دسمة من قبل صحيفة ''لاستمبا'' الايطالية وبعض الوسائل الإعلامية الفرنسية الأخرى المعروفة بمواقفها المغرضة من الأزمة الجزائرية، الأمر الذي كلفه اتهامات وروجت بشأنه ادعاءات قبل أن يعثر عليه منتحرا من الطابق السابع لواحدة من العمارات الباريسية. يذكر ان عناصر ''الجيا'' الذين ابتدعوا المجازر في حق الشعب الجزائري والتفجيرات في الأماكن العمومية، قد سبق لأيديهم الملطخة بالدماء أن طالت الرهبان ورجال الدين كما حدث في وهران مع القس كلافيري سنة 69 وقبله راهب وراهبة، كانوا يعملون في مكتبة بحي بن شنب بأعالي القصبة تفتح أبوابها لتلاميذ الثانويات والمتوسطات من أبناء هذا الحي الشعبي، قبل أن تغتالهم عناصر ''الجيا'' المجرمة في ماي 49 أمام أعين الطلبة والتلاميذ.