شرع في التنسيق مع الأحزاب لاتخاذ موقف موحد أعلن تكتل الجزائر الخضراء في بيان له أمس بداية الاتصال بكل أطياف الطبقة السياسية بهدف التشاور وتنسيق الجهود وبحث إمكانية الخروج بموقف مشترك حيال النتائج المعلن عنها لتصحيح مسار الديمقراطية حسبه ولجم نهم من سماهم بالداعين إلى عودة الجزائر إلى ما قبل 5 أكتوبر 1988، وكانت زعيمة حزب العمال لويزة حنون قد أعلنت عن تلقيها دعوة للتكتل إضافة إلى حزب الأفافاس الذي تأكد وجود اتصالات بينه وبين قادة «الخضراء»، يضاف إلى ذلك إعلان كل من محمد السعيد زعيم حزب الحرية والعدالة وعبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير وعبد الله جاب الله زعيم حزب العدالة والتنمية عن استعدادهم للتنسيق والتعاطي مع أي مبادرة لاتخاذ موقف مشترك.وحمل البيان دعوة إلى مجالس شورى حمس والنهضة والإصلاح إلى الانعقاد فورا من أجل بلورة موقف سياسي حيال الوضع الجديد، مؤكدا على ضرورة بقاء مناضلي الأحزاب الثلاثة على أهبة الاستعداد لمواصلة مسيرة الجزائر الخضراء التي قال إنها بدأت مع بوادر الربيع الديمقراطي المؤجل في الجزائر وفي السياق نفسه أكد التكتل أن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية نال فيها التزوير من إرادة الأمة بشكل غير مسبوق. وأضاف في البيان ذاته الذي وقعه القادة الثلاثة «إن الفشل في تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية ضربة قاصمة لوعود الرئيس محملة له مسؤولية الانحراف الحاصل قبل الحملة وخلالها وعشية إعلان النتائج». وجاء في البيان أنه وبعد القراءة الموضوعية والدقيقة لمجريات الحملة الانتخابية وما سبقها وما تخللها من تجاوزات إلى يوم الاقتراع، وما ترتب على ذلك من نتائج وصفت بغير المنطقية، وتلقاها الرأي العام بالاستغراب، فإن تكتل الجزائر الخضراء انطلاقا من هذه النتيجة يرى نفسه القوة السياسية الأساسية الأولى في البلاد التي تنعقد عليها آمال الإصلاح ورهانات المستقبل، ويعبر عن مخاوفه تجاه المستقبل كون هذه النتائج تسببت في إعادة قطار الإصلاحات إلى نقطة الصفر وأرجعت البلاد إلى عصر الأحادية وكرست المزيد من اليأس في قدرة الصندوق الانتخابي على تعميق الإصلاحات وزرع الأمل في المستقبل. وجاء في البيان أنه على ضوء هذا الوضع الجديد، فإن تكتل الجزائر الخضراء يعتبر أن هندسة نتائج الانتخابات بهذا الأسلوب المفضوح هو مصادرة لإرادة الشعب الجزائري المتطلع نحو الإصلاح الدافع باتجاه ربيع جزائري يستجيب لتطلعات جميع الجزائريين. كما يضيق مساحات الأمل في المستقبل، لاسيما لدى الشباب الجزائري الطامح إلى استلام المشعل. وحمل التكتل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية في تصحيح الاختلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمن قال إنهم تسببوا في تأجيل ربيع الجزائر واغتالوا حلم الأمة. كما اعتبر التكتل أن التسجيل الجماعي للأسلاك المشتركة خارج الآجال القانونية كان بداية للتزوير الذي استمر رغم طعون واحتجاجات الأحزاب واعتراض اللجنة المستقلة قبل بداية الاقتراع.