عاد تكتل »الجزائر الخضراء« مرة أخرى ليؤكد أن نتائج الانتخابات التشريعية مزورة وغير شفافة، محملا رئيس الجمهورية مسؤولية ما وصفه ب »فشل تنظيم انتخابات حرة وشفافة«، حيث أكد أنه سيتواصل مع كل أطياف الطبقة السياسية بهدف التشاور وتنسيق الجهود للخروج بموقف حيال النتائج المعلن عنها. لم يتقبل تكتل الجزائر الخضراء انتكاسته خلال الانتخابات التشريعية التي تم إجراؤها الخميس الفارط، حيث أصبح في كل مرة يوجه اتهامات لاذعة لأطراف سياسية بتزوير نتائج الانتخابات، معبرا عن مخاوفه تجاه المستقبل كون هذه النتائج حسبه »تسببت في إعادة قطار الإصلاحات إلى نقطة الصفر وأرجعت البلاد إلى عصر الأحادية وكرست المزيد من اليأس في قدرة الصندوق الانتخابي على تعميق الإصلاحات وزرع الأمل في المستقبل«. كما اعتبر قادة التكتل في بيان له تلقت »صوت الأحرار« نسخة منه، أن »هندسة نتائج الانتخابات بهذا الأسلوب »المفضوح«، مصادرة لإرادة الشعب الجزائري المتطلع نحو الإصلاح الدافع باتجاه ربيع جزائري يستجيب لتطلعات جميع الجزائريين، مضيفين أنه من شأنه أن يضيق مساحات الأمل في المستقبل، لاسيما لدى الشباب الجزائري الطامح إلى استلام المشعل يشير ذات المصدر. ولم يتوقف تكتل »الجزائر الخضراء« في هذا الحد، بل ذهب إلى حد تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية ما أسماه ب »الانحراف« الذي حصل قبل وخلال الحملة الانتخابية، وبالتالي الفشل في تنظيم انتخابات حرة وشفافة التي اعتبرها بمثابة »ضربة قاضية« لوعود الرئيس، كما حمّل التكتل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية لمن تسببوا في تأجيل »ربيع الجزائر«، قائلا إنهم قد أقدموا على إغتيال حلم الأمة في »تصحيح الإختلالات السياسية والإقتصادية والاجتماعية بوسائل سلمية« . وفي هذا الصدد، أعلن قادة التكتل قرارهم في التواصل مع كل أطياف الطبقة السياسية بهدف التشاور وتنسيق الجهود وبحث إمكانية الخروج بموقف مشترك حيال النتائج المعلن عنها ل»تصحيح مسار الديمقراطية«، بالإضافة إلى دعوة مجالس الشورى الوطنية لأحزاب التكتل إلى الانعقاد من أجل بلورة موقف سياسي حيال الوضع الجديد، وكذا دعوة المناضلين إلى الإبقاء على أهبة الاستعداد لمواصلة »مسيرة الجزائر الخضراء« التي بدأت مع بوادر الربيع الديمقراطي المؤجل في الجزائر.