حمل «تكتل الجزائر الخضراء» في بيان موقع من طرف زعماء تشكيلاته الثلاثة (حركة حمس، النهضة، والإصلاح) ما وصفها ب «المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية لمن تسببوا في تأجيل ربيع الجزائر واغتالوا حلم الأمة في تصحيح الاختلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بوسائل سلمية»، معتبرين في الآن ذاته الفشل في تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية ضربة قاصمة لوعود الرئيس. ودعت أحزاب «تكتل الجزائر الخضراء» أعضاء مجالسها الشورية الوطنية للاجتماع في لقاءات طارئة لبلورة مواقف سياسية حيال الوضع الجديد الذي أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية للعاشر ماي الجاري، مبدية التمسك بما أسمته مسيرة الجزائر الخضراء التي بدأت مع بوادر الربيع الديمقراطي المؤجل في الجزائر. وعبرت الأطراف الثلاثة المنهزمة في الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس الماضي عن مخاوفها تجاه المستقبل، كون هذه النتائج، حسب ما جاء في بيانها المشترك أمس الأحد، «قد تسببت في إعادة قطار الإصلاحات إلى نقطة الصفر وأرجعت البلاد إلى عصر الأحادية وكرست المزيد من اليأس في قدرة الانتخابات على تعميق الإصلاحات وزرع الأمل في المستقبل». وبانعقاد أركان قياداتها الوطنية تكون مختلف الأحزاب الخاسرة في معركة الانتخابات ولاسيما منها أحزاب «تكتل الجزائر الخضراء»، على موعد مع موجة انشقاقات ومطالب بتقويم الأداء القيادي، المصير الذي بدأت تلوح بوادره داخل حركة مجتمع السلم التي يتجه مناضلوها وقواعدها لسحب الثقة من رئيس الحزب «أبوجرة سلطاني» وتزكية شخصية أخرى لخلافته يرجح أن تكون «عبد الرزاق مقري» الذي يحظى بالتفاف قاعدة الحزب نتيجة مواقفه المتسمة بمعارضة أكثر راديكالية من تلك التي ظهر بها سلطاني منذ توليه زمام التنظيم خلفا للراحل «محفوظ نحناح» الذي وافته المنية مساء يوم الخميس 6 جوان 2003. هذا وأبقت أحزاب التكتل على التواصل مع كل أطياف الطبقة السياسية بهدف التشاور وتنسيق الجهود وبحث إمكانية الخروج بموقف مشترك حيال النتائج المعلن عنها لتصحيح مسار الديمقراطية ودعوة مجالس الشورى الوطنية لأحزاب التكتل إلى الانعقاد من أجل بلورة موقف سياسي حيال الوضع الجديد.