إذا صدقت ادعاءات لويزة حنون، زعيمة حزب العمال، من كون «بارون» مخدرات دخل قبة البرلمان، تكون السلطة التنفيذية قد وضعت يدها (ورجلها) على مصدر التخدير الوطني العام! في الطب، التخدير اختصاص خطير وضروري قبل إجراء أي عملية جراحية، وأي خطأ في كمية الجرعات يكون قاتلا في أغلب الحالات، أو يلقى نفس مصير شارون الذي دخل غيبوبة مدة سنين لم يخرج منها! وفي الرياضة، الكرة أفيون الشعوب، كما يقول الشيوعييون وبعض العماليين، وليسوا بالضرورة من المنتمين إلى قبيلة لويزة حنون، لأن رأيها في أفيون الكرة من رأي السلطة، لابد من تدعيمها لإلهاء الشبان وفش غيلهم بالجري وراء السراب! حاليا حزب لويزة حنون نموذج للحزب الذي خرج من المعارضة، كما قالت بعظمة لسانها دون أن تقول لنا إلى أين يذهب، وماهو موقعه من السلطة، مع أن الإشارات (غير الضوئية) التي كانت تبعثها وهي خارج المعارضة توحي بأنها ترغب في المشاركة في العسل دون أن تعبر عن ذلك صراحة! وهذا الموقف الذي فقد بريقه بعد أن سحبت الحكومة منها خطابها العمالي تجاه الطبقات الشعبية الضعيفة بضخ مزيد من الأجور الاصطناعية، أدى إلى دحرجة خطابها الشعبي إلى الحضيض. وعندما تضع لويزة حنون يدها على بارون مخدرات تعرفه ويعرفها وقد يجلس بجانبها، فإن ذلك لايشكل مفاجأة في حد ذاتها ولا سابقة أيضا، فالمخدرات وأربابها ارتبطوا في العادة بالسياسة وتهريب الأموال وغسلها لكن تخرج بيضاء وهي التهمة التي وجهت لأركان الرئيس المخلوع بن علي مؤخرا وقبلها لعدد من السياسين البارزين الطليان ممن تورطوا في إطار شبكات مع المافيا والألوية الحمراء! ومع ذلك، فإن لويزة حنون لن تكون في ضيق أو حرج لو أنها ساندت أصحاب الشيفون (الألبسة المستعملة) الذين صوتت ضدهم في قضية الاستيراد، بدعوى أنهم يهددون الإنتاج الوطني، فلو أنها فعلت ذلك، لوجدنا على الأقل تحت قبة البرلمان من يمثل «الشيفون» ومن يمثل الأفيون! وكلاهما عدو للآخر! وعدوان للويزة حنون (البورجوازية)!