أبدي أمس سكان براقي اعتراضهم على المشروع الذي أعلن عنه رئيس البلدية، وهو إنجاز محطة لتحويل النفايات المنزلية، الأمر الذي خلق حالة استنفار لدى جموع المواطنين، وهذا خلال الزيارة الميدانية التي قادت «البلاد» إلى مقر البلدية، حيث وقفت على عدد كبير من المواطنين في طوابير طويلة جاؤوا من مختلف الأحياء لتدوين اعتراضاتهم على هذا المشروع، وقد عبروا عن تذمرهم مما سموه «الخرجة» غير المتوقعة للبلدية. وقال احد المواطنين إن المشروع مرفوض كلية، لأن فيه مغالطة للمواطنين، فهذا المشروع عبارة عن مفرغة وليس محطة تحويل، وليس هناك فرق بينها وبين مفرغة «واد سمار» التي قال إنهم تضرروا منها رغم بعدها عن البلدية فما بالك بمفرغة قي قلب المدينة». كما ندد البعض الآخر بالمستوى الذي وصلت إليه السلطات المعنية، كون الأمر لم يقف عند الإهمال والتهميش الذي يعانون منه، بل تعدى الأمر إلى زيادة الطين بلة بإقامة مفرغة عمومية لتزيد من شقائهم. وقد أجمعت جل الآراء على مكان المشروع «القيم» كما وصفه أحد الشباب بقرب «حوش بيقا»، الذي يخفي مئات البيوت القصديرية وراءه. وقال أحد المواطنين من قاطني هذا»الحوش»، لقد وفرت لن البلدية كل متطلبات العيش الكريم، فلم يبق إلا مفرغة عمومية، مضيفا أنه في حالة إنجاز هذا المشروع سيدفنون أحياء. وعن دراية المواطنين بهذا المشروع، قمنا بزيارة بعض الأحياء بالبلدية على غرار حي «المرجة وحي 2004 مسكن، وكذلك حي دار البوز»حيث عبر جل ممن التقتهم «البلاد» عن جهلهم هذا المشروع، مشيرين إلى انعدام أي ملصقة تشير إليه، أو أي حديث حوله وأنهم لم يكونوا ليعلموا به لولا إشارتنا إليه، وهذا ما طرح لديهم عدة تساؤلات حول نية البلدية في إشراك السكان في قرار تجسيد المشروع، ولم تعلمهم أصلا به. وذهب بعض المواطنين، ممن علموا بالمشروع إلى أن البلدية تعمدت التعتيم الإعلامي كي لا تكون نسبة المعارضة كبيرة، وأنهم سيقفون بالمرصاد لمنع تجسيده، لما سيكون له من نتائج سلبية على صحتهم وصحة أبنائهم. وتساءل آخر: لماذا لم تعلن في المساجد، لكونها أكبر مذيع لمثل هذه الأخبار، وستحيط نسبة كبيرة من المواطنين بمستجدات هذا المشروع». فيما هدد بعض المواطنين بتصعيد الاحتجاج إن لم تفد توقيعات الاعتراض في شيء. التساؤلات نفسها رفعناها إلى مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الجزائر الذي رفض هذه الفكرة واعترض عليها بحجة أنها سنكون تحريضا على الاعتراض، أما من جانب الأئمة فقد تخوفوا من الإعلان عنه في المساجد، إلا بقرار من السلطات المعنية. وفي انتظار انتهاء المدة التي أقرتها سلطات البلدية، لتقديم الاعتراضات، تبقى شوارع براقي في غليان إزاء هذا الجديد الذي حرك سواكنها.