أجبرت حالة الاحتقان والغليان العمالي المتواصلة بفعل تجدد الاشتباكات بين جناحي قوادرية ومنادي للسيطرة على التمثيل النقابي، أمس، الطاقم الأجنبي المسير بالمديرية العامة لمركب أرسيلور ميتال بعنابة على مغادرة المؤسسة باتجاه فندق الصلب بمجمع سيدار في بلدية سيدي عمار وسط إجراءات أمنية مشددة، لكن مصدرا من المديرية العامة اكد ل«البلاد» أن الاطارات الأجنبية لم تقرر بعد مغادرة البلاد أم لا. وأفادت مصادر مسؤولة بالمركب أن المدير العام جوكازادي قد أشعر أمس المديرية العامة لمجمع «أرسيلور ميتال» المتواجد مقرها بجمهورية لوكسمبورغ بالوضعية التي يتواجد فيها الموظفون الأجانب، الأمر الذي استدعى تدخل وحدات الدرك على جناح السرعة، حيث قامت بتطويق مقر المديرية العامة، ومرافقة الطاقم الأجنبي المسير وعلى رأسه المدير العام جوكازادي إلى مقر إقامتها بفندق «الصلب» موازاة مع احتجاج عمالي كان يقوده الأمين العام السابق للفرع النقابي عيسى منادي استعمل فيه مكبر الصوت، وتهجم من خلاله على رئيس الفرع النقابي الحالي إسماعيل قوادرية ومشددا على دعم العمال في تجسيد المخطط الرامي إلى فسخ عقد الشراكة مع الطرف الأجنبي، وبالتالي تأميم مركب الحجار. وتابع مصدر «البلاد» أن البرلماني السابق عيسى منادي كان يرغب في الاجتماع مع المدير العام يوم أمس الأربعاء، لكن انشغالات المسؤول الأول على المركب بالأزمة النقابية وانعكاساتها على الوضع العام حالت دون جلوس الطرفين على طاولة المحادثات ما أثار حفيظة منادي الذي ألقى خطابا ناريا ضدهم. وأفادت مصادر»البلاد» أن المدير العام ناشد مسؤول الجهاز التنفيذي المحلي «وضع مخطط أمني استعجالي كفيل بتوفير إجراءات الحماية والأمن والمراقبة على مستوى مداخل المركب والوحدات الإنتاجية لتأمين العنصر البشري العامل والمسير وإنقاذ سيرورة الإنتاج بمصنع الحجار الذي يتعرض لهزات عنيفة تهدد مصير المؤسسة ككل». ويأتي رد فعل إدارة مركب الحجار بعد الاحتجاج الذي قدمته نقابة المؤسسة لممثلي السلطات المحلية اتهمت فيه «أطرافا معادية تفرغت هذه الأيام لزرع الفوضى والبلبلة بين العمال والإدارة وزعزعة استقرار المركب ورهن مصير أكثر من 7 آلاف عامل». واتهم الشريك الاجتماعي في مراسلته «المناورات التي تحدث مؤخرا من قبل بعض المرتزقة ترمي الى زغزعة مسار المفاوضات المنتظر في الأيام القليلة القادمة بين المديرية العامة والشريك الاجتماعي حول عدة قضايا يتصدرها ملف الاجور والمنح والعلاوات ومختلف الحوافز المادية للعمال من شأنها خلق جو اجتماعي ملائم للعمل». وهي إشارة الى جناح البرلماني عيسى منادي، الأمين العام السابق لنقابة المؤسسة. من جهة أخرى أودعت المديرية العامة لأرسيلور ميتال أمس شكوى ضد منادي هي الثالثة من نوعها منذ طفو الصراع على السطح، لأن الأمين العام السابق للفرع النقابي كان في تجمع مع مؤيديه نظمه أمس أمام مقر الإدارة قد تهجم على المستثمرين الأجانب، وألح على ضرورة رحيل الشريك الأجنبي، الأمر الذي دفع بالمديرية إلى اللجوء إلى العدالة، كون منادي لا علاقة له بالفرع النقابي للمركب. وفي ظل تواصل لعبة شد الحبل بين جناحي قوادرية ومنادي أكد مصدر موثوق ل«البلاد»، مساء أمس، أن خمسة أعضاء من الفرع النقابي قد قدموا استقالاتهم من المكتب التنفيذي، مما يعني بأن منادي نجح في إحداث شرخ وسط جناح قوادرية. من جهته أكد قوادرية في اتصال مع «البلاد» أن الفرع النقابي يترقب تدخل السلطات العمومية في أسرع وقت ممكن، لأن بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن ينذر بانفجار أزمة كبيرة في المؤسسة، لأن العمال سيدخلون في إضراب مفتوح في حال عدم تدخل الجهات المعنية من أجل إرغام أشخاص غرباء على مغادرة المركب، ليخلص قوادرية إلى القول بأنه يزاول نشاطه بصفة عادية كأمين عام للفرع النقابي، وأنه اضطر رفقة أعضاء مكتبه على عدم التوجه\ إلى مقر النقابة لتفادي مواجهات جديدة مع المعارضة». كما شدد على أن منادي مسؤول عن تدهور الوضع الأمني داخل المركب وسيتحمل التبعات أمام الجهات القضائية.