الإطارات الأجنبية لأرسيلور ميطال تغادر مقر المديرية ومنادي يريد تأميم الحجار اضطرت الإطارات الأجنبية التي تعمل على مستوى المديرية العامة لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة في حدود منتصف نهار أمس إلى مغادرة مقر الإدارة وسط حزام أمني، و التوجه مباشرة إلى فندق الصلب الكائن بمجمع “ سيدار “ ببلدية سيدي عمار، و ذلك بسبب الوضع الذي يعيش على وقعه المركب منذ مطلع الأسبوع الجاري، إثر طفو صراعات بين جناحي قوادرية و منادي من أجل زعامة الفرع النقابي، و قد أرغم الطاقم الإداري الذي يتشكل في غالبيته من إطارات فرنسية، يقودها الأمريكي جو كازادي الذي يشغل منصب المدير العام على مغادرة مبنى الإدارة على خلفية التجمع الذي نظمته جماعة منادي صبيحة الأمس في الساحة المحاذية لمقر المديرية العامة، في إجراء الغرض منه حماية الإطارات الأجنبية من أي إنزلاق للأوضاع، مع بقائها في مقر الإقامة على مستوى المجمع إلى غاية نهاية الأزمة. و حسب المعلومات التي تحصلت عليها “ النصر “ من مصدر موثوق من داخل إدارة المركب، فإن المدير العام جو كازادي وجه صبيحة أمس مراسلة رسمية إلى السلطات المحلية لولاية عنابة يطالب فيها بتوفير الحماية الأمنية الكافية للإطارات الأجنبية التي تعمل بمركب الحجار، كما تم إشعار المديرية العامة لمجمع “ أرسيلور ميطال “ الكائن مقرها بدولة لوكسمبورغ بالوضعية التي يتواجد فيها الموظفون الأجانب، الأمر الذي إستدعى تدخل وحدات الدرك على جناح السرعة، حيث قامت بتطويق مقر المديرية العامة، و مرافقة مجموعة من الإطارات الأجنبية يتقدمها المدير العام جو كازادي إلى مقر إقامتها بفندق “ الصلب “، من دون تسجيل اية تجاوزات من طرف المعتصمين المحسوبين على جناح منادي الذي كان يتوسط المحتجين، و عمد إلى تنشيط تجمع عمالي إستعمل فيه مكبر الصوت، و تهجم من خلاله على الفرع النقابي الحالي و كذا المديرية، معربا عن نيته في مساندة العمال على تجسيد المخطط الرامي إلى فسخ عقد الشراكة، و بالتالي تأميم مركب الحجار. و أضاف نفس المصدر بأن منادي كان يسعى إلى برمجة جلسة عمل مع المدير العام جو كازادي يوم أمس الأربعاء، لكن إنشغالات المسؤول الأول على المركب بالأزمة النقابية و إنعكاساتها على الوضع العام حالت دون جلوس الطرفين على طاولة المحادثات، رغم أن المديرية كان قد تقدمت بثلاث شكاوى لدى الجهات الأمنية و القضائية ضد منادي و جماعته، على خلفية إخلالهم بالنظام العام للمؤسسة، و إقدامهم على تكسير البوابات الرئيسية للمركب، ثم التهجم على الإطارات الأجنبية في تجمع عمالي، ليخلص مصدرنا إلى القول بأن جو كازادي و باقي الإدارات غادروا مبنى المديرية العامة تفاديا لي رد فعل من المحسوبين على جناح منادي، كونهم إعتصموا لأربعة ايام متتالية أمام مقر المديرية، و هذا الإجراء إتخذ بالتنسيق مع السلطات المحلية للولاية، بعد إستشارة المديرية العامة للمجمع، لأن الأزمة الراهنة لمركب الحجار ليست وليدة صراع بين العمال و الإدارة، و إنما هي خلاف حاد بين “ قطبين “ من أجل منصب الأمانة العامة للفرع النقابي، و الخلاف تطور و أخذ ابعادا أخرى، بإنقسام العمال إلى كتلتين. إلى ذلك فقد تجددت المواجهات بين الجناحين في حدود الساعة العاشرة من صبيحة الأمس، لما قدم منادي برفقة العشرات من أتباعه إلى المركب، حيث واجهه أعوان الأمن الداخلي بتعليمة المديرية العامة التي تقضي بمنع اي شخص غريب من الدخول إلى المؤسسة، و هو ما تسبب في حدوث فوضى عارمة، عرفت تجددت المناوشات بإستعمال العصي و الهراوات و الأسلحة البيضاء عند المدخل الرئيسي، مما أدى إلى إصابة 8 أشخاص بجروح خفيفة، مقابل إقدام جماعة منادي على تحطيم البوابة الرئيسية و إقتحام المركب، ثم التوجه إلى ساحة المديرية العامة للإعتصام. بالموازاة مع ذلك أكد قوادرية في إتصال مع “ النصر “ بأنه يبقى يزاول نشاطه بصفته كأمين عام للفرع النقابي، و أنه أرسل تقريرا مفصلا عن التجاوزات المسجلة إلى المركزية النقابية و كذا السلطات المدنية و العسكرية بالولاية، مضيفا في سياق متصل بأن المحسوبين على جناح منادي لا يتجاوز عددهم 200 شخص، أغلبهم من الغرباء على المركب. من الجهة المقابلة برأ عيسى منادي في مكالمة هاتفية مع “ النصر “ ذمته من مسؤولية الأزمة التي يعيش على وقعها مركب الحجار، و أشار إلى أن تواجده بالمؤسسة كان إستجابة للطلب الذي تقدم به آلاف العمال، الذي ألحوا حسب قوله “ على ضرورة عودتي إلى النقابة لتحسين أوضاعهم و الدفاع عن حقوقهم، رغم أنني بصدد إعداد ملف التقاعد، و لم يبق لي سوى شهرين من العمل“ على صعيد آخر، أصدرت مجموعة من العمال المحسوبين على جناح منادي بيانا تضمن 17 مطلبا، في لائحة وزعت على مختلف الورشات و الوحدات الإنتاجية بالمركب، مع إرسال نسخ منها إلى المديرية العامة، المركزية النقابية و وسائل الإعلام، و هي اللائحة التي إعتبرت بمثابة محصلة أشغال الجمعية العامة المنعقدة أول أمس، و مطالبها إرتكزت بالأساس على رحيل إسماعيل قوادرية من الأمانة العامة للفرع النقابي، و برمجة جمعية عامة إستثنائية في أسرع وقت ممكن لتنصيب عيسى منادي خلفا له، مع إنتخاب مكتب تنفيذي جديد للفرع النقابي، بالإضافة إلى مطالب أخرى تتعلق بالأجور، المنح و العلاوات، تحسين ظروف العمل في الورشات خاصة الفرن العالي و قضية عمال شركات المناولة.